أنها نشاط تنظيمي إلزامي تتولى إنفاذه السلطات
الوطنية أو المحلية لتوفير الحماية للمستهلكين والتأكد من أن جميع الأغذية ستكون مأمونة
ومغذية وصالحة للاستهلاك البشري، أثناء مراحل الإنتاج والمناولة والتخزين والتجهيز
والتوزيع، وأن تتفق مع اشتراطات السلامة والجودة، وأن تكون موسومة بطريقة صادقة ودقيقة
على النحو المنصوص عليه في القانون.
وأهم مسؤولية في الرقابة على الأغذية هي
إنفاذ قوانين الأغذية التي تحمي المستهلكين من الأغذية غير المأمونة أو غير النقية
أو المغشوشة، وذلك بحظر بيع الأغذية التي لا تكون طبيعتها أو مادتها أو جودتها من النوع
الذي يطلبه المشتري.
والثقة في سلامة الأغذية والاطمئنان إليها
مطلب مهم في نظر المستهلكين. ومن شأن ظهور أمراض منقولة بالأغذية بسبب عوامل مثل Escherichia coli, Salmonella أو ملوثات
كيميائية، أن يُبرز مشكلات سلامة الأغذية وأن يزيد من قلق الجمهور من أن نُظم الزراعة
الحديثة ونُظم التجهيز والتسويق العصرية لا توفر الضمانات الكافية للصحة العامة.
ومن
العوامل التي تساهم في ظهور مصادر خطر في الأغذية عدم سلامة الممارسات الزراعية؛ نقص
النظافة العامة في جميع مراحل السلسلة الغذائية؛ عدم وجود رقابة وقائية على عمليات
التجهيز والإعداد؛ إساءة استخدام الكيميائيات؛ تلوث الخامات أو بقية العناصر أو المياه؛
عدم كفاية التخزين أو عدم سلامته وغير ذلك.
وكانت نواحي القلق من الأخطار الغذائية
تتركز بصفة خاصة على ما يلي:
- الأخطار الميكروبيولوجية؛
- مخلفات المبيدات؛
- إساءة استخدام الإضافات الغذائية؛
- الملوثات الكيميائية، بما في ذلك التوكسينات البيولوجية؛
- الغش.
وقد توسعت هذه القائمة بعد ذلك لتشمل الكائنات
المحورة وراثياً، ومسببات الحساسية، ومخلفات العقاقير البيطرية، وهرمونات تنشيط النمو
التي تُستخدم في إنتاج المنتجات الحيوانية.
والمستهلكون يتوقعون أن تكون هناك حماية
ضد الأخطار طوال مراحل السلسلة الغذائية ابتداءً من المنتجين حتى المستهلكين (التي
يُشار إليها غالباً بأنها سلسلة من المزرعة إلى المائدة) ولن تتحقق الحماية إلا إذا
كانت جميع قطاعات السلسلة تعمل بطريقة متكاملة وكانت نُظم الرقابة على الأغذية تتناول
جميع مراحل تلك السلسلة.
ونظراً لأن أي نشاط إلزامي من هذا النوع
لن يستطيع أن يبلغ جميع الأهداف دون تعاون ومشاركة كاملة من جميع أصحاب المصلحة مثل
المزارعين وجهات الصناعة والمستهلكين فإن عبارة نظام الرقابة الغذائية تستخدم في هذه
الخطوط التوجيهية لوصف تكامل الأسلوب التنظيمي الإلزامي مع الاستراتيجيات الوقائية
والتثقيفية التي تحمي السلسلة الغذائية بأكملها.
وعلى ذلك فإن نظام الرقابة الغذائية
الأمثل يجب أن يشمل الإنفاذ الفعال للاشتراطات الإلزامية، إلى جانب التدريب والتثقيف،
وبرامج الوصول إلى المجتمعات المحلية وتنشيط الامتثال الطوعي للنُظم.
وقد أدى إدخال
الأساليب الوقائية مثل نظام تحليل مصادر الخطر في نقاط الرقابة الحرجة (HACCP) إلى تحميل النشاط الصناعي
مزيداً من المسؤولية عن الأخطار الغذائية ومزيداً من الرقابة عليها. وهذا الأسلوب المتكامل
يُسهل تحسين حماية المستهلكين ويُنشط الزراعة وصناعات تجهيز الأغذية تنشيطا فعالاً،
ويُنشط تجارة الأغذية على المستويين المحلي والوطني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق