نظام النبي الغذائي ...

يحتوى الغذاء النبوى لسيد الاولين والاّخرين على ما قسم حاليا الى الطب التشريحى والطب الوقائى والطب العلاجى والطب النفسى.

واذا تكلمنا عن التغذية النبوية نجد انها تحتوى على العديد من الأغذية التى وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء لبعض اصحابه او ورد نفعها فى سورة عامة مسترشدا بذلك بنور النبوة وما تعلم من قبل ربه قال تعالى ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ) ويتضح ان هذة الأغذية ذكرت بعضها بجرعة محددة والبعض الاّخر لم يذكر الجرعة المحددة ، فهو تركها لنا وهذا ما يتطلب التقنين العلمى لكى نصل الى الجرعة المناسبة خاصة انها اغذية ، حيث ان غذاء رسول الله صلى الله علية وسلم اعتمد اساسا على اخذ الغذاء كوقاية وعلاج وذلك كان منذ 1400 عام،وهذا هو فعلا ما ينادى به العالم الاّن.

حيث استخدم النبى صلى الله عليه وسلم الغذاء كوقاية وعلاج وللمحافظة على صحة الانسان والاّن يأتى القرن الواحد والعشريين ليحمل لنا نفس الدعوة اخذ الغذاء كوقاية، الغذاء كعلاج، وتتكرر هذة الامور يوميا علينا الاّن فى حين ان رسولنا الكريم اشاد بذلك منذ اكثر من 1400 عام. 

يقول الله تعالى فى سورة الحجر ( وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19))
صدق الله العظيم ، ولذلك من المهم ان يلجأ الانسان الى الطبيعة ليستفيد منها وليتدبر ويتفكر فى خلق الله ويبتعد عن المصنعات التى ابتدعها الانسان.

الإستنشاق والإستنصار

الاسلام كما اعتنى بكل شيىء اعتنى بصحة الابدان ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سلوا الله العفو والعافية فما اوتى انسان بعد يقين خير من عافية تعينه على امر دينه ودنياه . 

ولذلك اهتم الاسلام بهذه العافية بعد اليقين ، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة لان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع الاسس العامه فى التغذيه فى الاسلام.وهذه الاسس العامه تعتمد انه عندما كان يستيقظ من نومه صلى الله عليه وسلم يبدأ بالاستنشاق والاستنصار وكان يقول صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يبيت على خياشيم احدكم لذلك امرنا بالاستنشاق والاستنصار.

والاستنشاق عباره عن ادخال الماء بقوة فى الانف ، ثم الاستنصار هو اخراجة بقوة من الانف . ولقد ثبت علميا ان الاستنشاق والاستنصار الذى امر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقي الانسان من الاصابه بالجيوب الانفيه وهذا مبحث من المباحث العلميه التى اثبتتها علوم الغرب .
السواك

ثم بعد ذلك يهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتنظيف اسنانه بالسواك لانه ما قام صلى الله عليه وسلم من نومه الا واستخدم السواك وكان يقول استاكوا عرضا اى ليس كما يستخدمه الناس طوليا لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول استاكوا عرضا. 

شراب العسل

ثم يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشراب فالانسان عندما يستيقظ من نومه لابد من ان يشرب شيىء ينظف المعده والامعاء ويغسلهم فى بداية الصباح لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى فى الصباح بالماء القراح وهو الماء الموجود فى الاسقيه وليس فى العراء فى كوب من القوارير ( الفخار ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملئه بالماء ويذيب فيه معلقة من عسل النحل الطبيعي اذابة جيده، يرج الاناء بما فيه من العسل رجا جيدا ، فلم نعلم هذا الا فى اوائل القرن العشرين عندما عرف تركيب الماء فوجد ان الماء يقول الكيماوين انه يتكون من ذرتين هيدروجين وذرة اوكسجين لكنه يوجد فى سلاسل ، وهذه السلاسل تعنى ان جزىء الماء الواحد مرتبط بجزىء الماء الاّخر بما يسمى بالرابطة الهيدروجينيه .

ووجد ان الماء عندما تقلب فيه الاشياء ثم ترج رجا جيدا فان جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات المادة المذابه فيه ، بمعنى انك اذا قلبت العسل فى الماء ورجيت العسل فى الماء فان جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل . لذلك من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عليكم بشراب العسل وليس بالعسل نفسه ، فكثيرا من الناس يجدون ان اكل العسل وحدة تكون حلاوته زياده ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتى بمعلقة عسل ويذيبها فى كوب من الماء . فيقول العلم ان جزيئات الماء ترتبت على حسب جزيئات العسل فحملت جزيئات الماء الطاقه الموجودة فى جزيئات العسل ويشرب قيمة هذا الكوب كله عسلا رغم ان المذاب فيه معلقه واحدة .

وبعد استخدام رسول الله صلى الله عليه وسلم الكوب الملىء بالماء والمذاب به العسل كان يستخدمه افطارا صلى الله عليه وسلم.

االتفكر والتأمل
ثم يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الاتكاء فهناك نوع من انواع العبادات المهجوره مثل التفكر والتأمل ينظر الى السماء ليس نوما ولكنه استرخاء ، ومن المعروف ان الاسلوب العلمي حاليا يوصي بان الانسان يحتاج الى الاسترخاء مرتين فى خلال يومه .

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفجر يتكأ الى الشروق ويبدأ عبادة التفكر ، ثم يفعل هذا بعد صلاة العصر صلى الله عليه وسلم كان يتكأعلى جنبه الايمن ويتفكر فى اّلاء الله ، لذلك يقول صلى الله عليه وسلم التفكر مخ العباده.

الفطور

ثم يأتى بعد ذلك دور رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفطور حيث كان صلى الله عليه وسلم يذيب سبع تمرات من العجوه فى كوب من لبن البقر الطبيعي، وكان صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بألبان البقر فانها ترم من كل الشجر اى تأكل من كل الشجر فتجمع لك كل هذه العناصر الموجوده فى هذه الاشجار عناصر معدنية وفيتامينات وما الى غير ذلك ، وبذلك يكون هذا الكوب غذاء متكامل من حيث احتوائه على المواد الكربوهيدراتيه والبروتينيه والدهنيه والاملاح المعدنيه ، وان كان اللبن فقيرا فى الحديد كما يقولون فان التمر او العجوه غنيه بالحديد والسكريات الاحاديه التى تمتص فى الامعاء بدون هضم.

عندما ينقعها رسول الله صلى الله عليه وسلم تستمر عملية النقع من الصباح حتى الظهيره ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل 7 تمرات ويشرب كوب اللبن ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم وابو داود والامام احمد فى مسنده والامام الذهبى وابن القيم فى الطب النبوى من تصبح بسبع تمرات عجوه لا يصيبه فى هذا اليوم سم ولا سحر ، ولذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما اكل شاة خيبر المسمومه التى انطقها الله وقالت لا تكمل اكلى يا رسول الله فأنا مسمومه ، فكان فى هذا اليوم رسول الله صلى الله عليه وسلم متصبحا بسبع تمرات عجوه فلم يصيبه سم داخلى ، فالكبد يقوم بطرد هذه السموم ويخزنها فى المخزنات تحت الجلد ، لذلك احتجم رسول الله من هذا السم ، وكون السبع تمرات تحمى من السم والسحر نتاج الى فرد كلام مستقل لعظم الاعجاز العلمى فى هديه صلى الله عليه وسلم وفى نور النبوه . وكان يقول صلى الله عليه وسلم الكمأه من المن وماؤها شفاء للعين والعجوه من الجنه وفيها شفاء من السم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان يفعل هذا ، فعندما نقدر 7 تمرات عجوة مع كوب من اللبن نجد انهم يتضمنوا 500 سعر حرارى كبير الى 600 سعر حرارى كبير حيث يكفوا الانسان وجبه كامله متكامله ، فالانسان عندما يأكل ليعيش او يأكل الاكل الصحى فيجب الا تزيد وجبته 800:600 سعر حرارى كبير ، فبحساب الطاقه الموجوده فى الاكل يجد انها وجبه كامله متكامله لاتحتاج لاى عناصر اضافيه فهى تحتوى على فيتامينات واملاح معدنيه والكربوهيدرات والبروتين بالاضافه الى انه يحتوى على الياف وهو ما اثبته العلم الحديث .


حيث ثبت ان الالياف لازمه للحركة الدوديه للامعاء والمسران الغليظ فهى حركه لازمه للاخراج فوجد ان تمر العجوه يحتوى على نسبة الياف لازمه للحركة الدودية . ويظل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صلاة العصر ، وكأنه صلى الله عليه وسلم حسب الطاقه الكامله المحتاج لها الجسم ، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم بحسب بن اّدم لقيمات يقمن صلبه ، ولذلك يأخذ الحاجه بالقدر الكافى و اللازم لتغذية الجسم واعطائه العافيه.


الغداء

ويأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العصر ويأكل مقدار غطاء ملىء السقايه ، والسقايه كانت مثل القوارير ( القلل ) والغطاء مثل ملىء معلقة زيتون كبيره ثم يضع عليها معلقتين من الخل ويأتى بكسرة من خبز الشعير ( مثل نصف كف اليد ) ويأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما تأتى السيده عائشه رضى الله عنها بحصوتين من الملح وتدقهم ليصبحوا ناعمين وتضعهم امام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لها ائدامين يا عائشه فى طعام واحد؟ يستكثر على نفسه ادامين ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول كلوا الزيت او ائتدموا وأدهنوا به فهو من شجرة مباركه . 

لان الدهان بزيت الزيتون يؤخر الشيب ، ويستخدم كماسك للوجه لمنع ظهور تجاعيد الوجه ويؤخر هرم الخلايا . ولذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان قرأن يمشى بين الناس عندما تليت الاّية ( وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ) صدق الله العظيم ، وكلمة صبغ للاّكلين فكلمة صبغ نحن نسمى المورثات او الكروموسومات المسؤله عن نقل الصفات الوراثيه فى الانسان ، لذلك لن توجد فى تفسير ابن كثير والقرطبى وغيرهم من المفسرين بمعنى صبغ للاّكلين ، فقيل انها تصبغ الجسم وقيل انها تكسبه لونا ، او تحسن اللون ، لكن لم يذهب احد الى كونها صبغ للاّكلين اى تحافظ على الكروموسومات او المورثات وانها تحافظ على عدم تاّكل الضفيره الوراثيه التي قد تسبب السرطان ، ولذلك من هديه صلى الله عليه وسلم الحديث الذى سبق ورويناه. 

وكان عندما يأكل الخل كان يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام الذهبى وابن قيم عن الامام ابو هريرة وابو نعيم كان يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم نعم الادام الخل ، ما اقفر بيت فيه خل ، وكلمة ما اقفر معناها ما افتقر بيت من الخل ، بارك الله فى الخل فانه كان ايدام الانبياء من قبل ، وعندما ذكر هذا الحديث قيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عند السيده عائشه وقالت له لا يوجد الا الخل فقال لها نعم الادام الخل ، فهذه الروايه لما جاءت بهذا الاسلوب تبين ان رسول الله رضى بالقليل فقال نعم الادام الخل ، ولكن الرأى العلمى انه عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله فى الخل فانه كان ايدام الانبياء من قبلى ، ما اقفر بيت فيه خل، فالامرهنا ثبت علميا ان نواتج هضم المواد الكربوهيدراتيه او النشويه فى الجسم تتحول الى مركب اسيتو استيت ( الخل ) ، ونواتج هضم البروتينات تتحول ايضا الى مركب اسيتواستيت( الخل ) ، ونواتج هضم الدهون تتحول الى اسيتواستيت ( الخل ) ، لذلك اصبح الخل هو المركب الوسطى الذى يجمع بين الكربوهيدرات والدهون والبروتينات كمركب وسطى ، وهو الذى يدخل فى التمثيل الغذائى لبناء الطاقه فى الجسم وجميع السلاسل التى نحتاجها فى الجسم . ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتعلم ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)
فرسول الله نبى امى لكنه تعلم عند ربه وهذا هو العلم المحيط لانه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال رب العزه ( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) صدق الله العظيم . فيعتبر ذلك غداء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعد العشاء.

الخضروات

كان هناك نوع من انواع الخضراوات يأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الجزر الاحمر والشبت والبقدونس . 
فكان يجمع بين عرقين من الشبت وعرقين من البقدونس ، وجزره واحده تصل الى طول اليد ولاتصل الى 100جرام ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداوم ادامه كامله على الجزر والبقدونس والشبت ، ومن الغريب ان الجزر منذ عام 1998 حتى الوقت الحالى اثبتت البحوث انه يحتوى على مادتين هامتين هما الكاروتين والليكوبين فهما من مضادات الاكسده التى تقاوم اكسدة الخلايا وبالتالى تحارب الهرم الموجود فى الخلايا فتحارب الاتجاه الى الشيخوخه الكامله ، بالاضافه ان الجزر نفسه او الكاروتين والليكوبين وكذلك اللون نفسه حيث يعتبر وقايه من الامراض السرطانيه اى التحولات التى تحث فى الخلايا تكون فى حدود اّمنه وهذه حقيقة.

فعند اكلك طبق سلطه اجعلي فيه على الاقل 3 الوان ، فالكاروتين والليكوبين يعطلان من ظهور الامراض الوراثيه الممرضه بمعنى لو فرضنا ان انسان ورث السكر عن ابيه او امه فالمفروض ان العامل الوراثى سوف يظهر بعد سن الاربعين فى سكر البالغين ، فلو يأكل يوميا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم وداوم على هذا الامر سوف يعطل من ظهور العوامل الوراثيه المؤديه الى ظهور السكر . لذلك توصل العلماء ان العوامل الوراثيه لمرض السكر لبعض الافراد والذى يظهر على الكروموسوم رقم 6 فى الزراعه القصيره ويظهر اما جاء من الاب او الام او الاثنين معا ، فحصلوا على شخص مصاب بمرض السكر من الاب واستطاعوا بالجزر تعطيل ظهور العامل الوراثى 10 سنوات ، اى بدلا من ظهوره فى سن الاربعين ظهر فى سن الخمسين .

واستطاعوا ايضا ان يجدوا العاملين الوراثين فلو فرضنا انه من الاب والام ، وجد انه يعطل العامل الوراثى من 9:5 سنوات . وبالاضافه الى ان هذه البحوث اثبتت ان الجزر ايضا يقى من مضاعفات مرض السكر ، لذلك داوم رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا يوميا . 

يحتوى البقدونس على الياف بالاضافه الى وجود مواد تمنع ترسيب الحصوات فى المسالك البوليه ، والشبت يحتوى على مواد تقى من ترسب الحصوات فى المراره ، فمن هديه صلى الله عليه وسلم ان كان يأكل هذه الاشياء المفيدة والنافعة.


العشاء

ثم يأتى بعد العشاء ويأكل اللبن الروب ( اللبن الرايب او المخمر ) مع كسرى من الخبز حيث هى استكمال للكسرى الاخرى ... حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك طعام العشاء فقد وهن جسده.
المشي

ثم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العشاء للتمشيه وكان يمشى مقدار تلاوة الظهراوين ( البقرة واّل عمران ) أى تقريبا فى ساعه ونصف ، وكان يأخذ صحابته صلى الله عليه وسلم وكان يصف سيدنا ابو هريره رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يمشى غير مكترث اى لايسرع وكنا نجاهد فى اللحاق به لان الارض كانت تطوى تحت قدميه ويقول الله تعالى فى كتابه الكريم ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ) صدق الله العظيم .

ويقول العلم الحديث الاّن ان الانسان لايعجز الا اذا امتنع عن المشى ،حيث ثبت ان العظام عندما تتراكب على بعضها( مثلا عظمة الفخذ جاءت على عظمة الركبه )فرب العزه جعل كارتليز بين العظمتين ( ماده هلاميه ) وعندما يدوس الانسان يحدث للكارتليز تموج ، فيحدث هذا التموج تيار كهربى اضمحلالى لانه يبدأ عاليا ثم ينخفض تدريجيا ، فظل الحديث قائما حتى 200 سنه ولم يعرفوا سبب التيار الكهربى ، حتى ثبت ان هذا التيار الكهربى لازم لنمو العظام ، وبالتالى فمن هديه صلى الله عليه وسلم ان الانسان يمشى ثم يرجع لينام نوم عميق وفيه راحه كامله ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قلوا من الخروج فى هدئة الليل فان لله دوابا يبثهن فى هذه الساعه . لذلك فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنع الخروج ، ولكن قال قلوا من الخروج فى هدئة الليل ، بمعنى ان الذى يخرج بعد العشاء لمدة ساعتين لا يخرج الا لقضاء حاجة ضرورية .
اللحوم

قد يعتقد بعض الناس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاكل سيجعل الامور صعبة بالنسبه لهم فلا يوجد اى متعه من متع الدنيا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل السريد مره فى الاسبوع، وكان يقول فضل عائشه على سائر النساء كفضل السريد على بقية الطعام ، وكان يقول اللحم طعام اهل الجنه وسيد الطعام اللحم لانه طعام اهل الجنه وطعام اهل الدنيا . 

وكان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم اللحم المجاور للعظم ، فكان دائما يأكل اما قطعة من لحم البقره او قطعه من لحم الكتف ، وعندما كانوا يأتوه بالسريد الموضوع عليه الخل والتوابل ( السنه والسنوت ) . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بالسنة والسنوت فان فيهما شفاء من كل داء الا السام . والسنة والسنوت عبارة عن بذور الشبت وبذور الشمر وكانوا موجودين فى الجزيره العربية وكان رسول الله ينصح بوضعهم على السريد .

وكان يأكل من السريد قطعه مثل كف اليد وقطعة لحمة من 100:60 جرام ، لان السيده عائشه تصف قطعة اللحم أنه عندما يمسك بها رسول الله لم تشغل الا 2/3 من كفه ويقول صلى الله عليه وسلم ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فكان يعتقد صلى الله عليه وسلم ان ذلك هو النعيم لان الانسان قد اكل وطعم وشبع.

الشرب
يشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شرابه على ثلاث مرات وكان يقول اشربوا فى الاناء وانفسوا خارجه 3 مرات .

فكان يمسك بالاناء ويقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يشرب ثم يحول فمه الشريفه عن الاناء وينفس خارجه ، ثم يقول بسم الله الرحمن الرحيم ويشرب ثانية ويحول فمه بعيدا عن الاناء وينفث ، ثم يشرب المره الثالثه ويقول بسم الله الرحمن الرحيم ويشرب الثالثه ، ثم يقول بعد ذلك الحمد لله رب العالمين . ويقول العلماء فى هذا ان الانسان لو شرب بهذه الطريقه فكأن شربه فيه عباده وبالتالى تتفق العباده مع كل نظام الخلايا ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم شرب الماء بهذه الوسيلة اهنأ وأمرأ وأبرأ . وكلمة أهنأ وأمرأ جاءت من كلمة هنيئا مريئا .

وكلمة هنيئا اى شيىء من الهناء ، مريئا اى المرىء فالشرب بهذه الطريقه تريح المرىء فلا تسبب فى المستقبل استرجاع للمرىء الذى يجعل الحامض يرتفع لاعلى . وكلمة أبرأ أى اصلح للجسم ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم لايعب الماء بل كان يمص الماء مصا.

نصائح عامة
رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نظمت الصلاه ، والله سبحانه وتعالى فرض علينا خمس صلوات فى اوقات مختلفه ، كان يقول فيما رواه عنه الترمذى خمس صلوات من اداءهن لمواقتهن كن له نورا وبرهانا يوم القيامه ، ومن ضايعهن كادوا ان يحشروا مع فرعون وهامان يوم القيامه ، فلما فرضت الصلاة حددت الوجبات 3 فلماذا لانأكل 5 او 6؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وضع هذا كانت الخمس صلوات هى المنظمة .

فبعد صلاة الفجر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب كوب من الماء المذاب فيه معلقة عسل ليغسل جسمه كله من الداخل ، ثم يأخذ الفطار 7 تمرات عجوه ، ثم يتغذى بمعلقة زيت زيتون ومعلقتين خل او السريد اذا وجد ، ثم يتناول العشاء فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من ترك طعام العشاء فقد وهن جسده اى ان العشاء مهم جدا ولكن اى طعام واى مقدار ؟ فممكن الانسان يأكل الزياده ، رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع الاسس وقال نحن قوم لانأكل حتى نجوع ، واذا اكلنا لانشبع.

لذلك قومي من على الطعام وانت تشتهيه ، بحسب بن اّدم لقيمات تقمن صلبه فان كان لابد فالثلث لطعامه والثلث لشرابه والثلث لنفسه ، فالانسان بعد اكله فتحة المعده تقفل من اسفل ومن فوق وتبدأ ترج الطعام فتحول المواد الصلبة للطعام الى مستحلب ( سائل ذو قوام ثقيل ) وحتى لاينزل الطعام صلب على الاثنى عشر .
ولذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ادخال الطعام على الطعام ، فبعد ان ينتهى الانسان من الطعام لايأكل شيىء اّخر ، لذلك عندما كانوا يأتوا بنوع من انواع الفاكهه ، نهى رسول الله عن هذا وهو ادخال طعام على طعام لانه اذا حدث ذلك سوف يؤدى ذلك الى فتح المعده مره اخرى . 

فاذا كنتي تريدين ان تأكلي الحلو او الفاكهه فيجب ان تأكليهم قبل الاكل او بعد الاكل بساعتين ، فالسكريات تتخمر وبالتالى اذا تخمرت فوق الطعام تؤدى الى تكون بعض الغازات وتعطل الهضم 5:3 ساعات ولذلك فى نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ادخال الطعام على الطعام انه استاذ فى التغذيه والاستاذ الاول فى علوم التغذيه لانه نهى ادخال الطعام على الطعام ، وحتى القرأن الكريم يقول فى طعام اهل الجنه ( فَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ ، وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) 
وفى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك ، ان الذى يتبع هذا النظام سوف يوجد مساحة لكى يرج الطعام فى المعده ويخلط خلط جيدا بأحماض المعدة ويطحن جيدا وبالتالى يستطيع الانسان ان يتحرك ويتنفس . حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم المعده بيت الداء . 

وهناك حديث تشريحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم المعده حوض البدن واليها العروق وارده ، فاذا صحت المعده صدرت عنها العروق بصحه واذا سقمت المعده صدرت عنها العروق بالسقم . وكلمة الثلث للنفس فالمعده موجود القلب بينها وبين الحجاب الحاجز ولذلك اذا ملئت ترتفع لاعلى فتضغط على الحجاب الحاجز ثم القلب وبالتالى تضغط على الرئتين فينتج عن ذلك ضيق فى التنفس . 
ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان له هديا فى الطعام ، فكان يقول صلى الله عليه وسلم بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده ، فالوضوء سلاح المؤمن ، وفيه استنشاق واستنصار ، ومضمضه اى غسيل للاسنان فهى تمثل الباب الداخل الى المعده ، ولقد ثبت ان الوضوء فيه ترتيب لهالة الانسان مما يجعل الحاله العصبيه والنفسيه فى احسن حال فتأكل بشيىء من الهدوء والترتيب والسكينه وراحه نفسيه فلا تصاب بمشاكل في الهظم ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ان امتى يدعون يوم القيامه غرا محجلين فمن استطاع ان يطيل غرته فليفعلفعندما يتوضأ الانسان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا توضأ العبد ، خرجت ذنوبه من بين عينيه ، ومن بين اذنيه ، ومن بين يديه ، ومن بين رجليه ، فاذا قعد قعد مغفورا له . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصح الانسان بالاكل باليد اليمنى ، ويأكل من أمامه ، ولا يأكل من وسط الطعام لان فى وسط الطعام تنزل البركه ، وكلمة البركه هى شيىء مادى ، لذلك اوصانا الحبيب بالوضوء قبل الطعام والوضوء بعده .

وهناك اناس قالوا تخلل قبل الطعام وتخلل بعد الطعام ( والتخلل هو غسيل اليد ) لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ قبل الطعام ثم يتخلل بعد الطعام ويعيد الوضوء مره ثانيه . ونجد انه فى الالواح التى استلمها سيدنا موسى وجد انه سوف تأتى امة من بعدك ، عندما يأكل ويستقر الطعام فى بطنه يغفر الله ذنوبه، فقال له سيدنا موسى لماذا ياربى ، قال له لانهم يبدأون بسم الله الرحمن الرحيم ، وينتهون بالحمد لله رب العالمين فقال: اللهم اجعلها امتى ياربى ، فقال له انها امة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، لذلك الوضوء قبل الطعام يذكرك بقول بسم الله الرحمن الرحيم والانسان يأكل ليأخذ شهوة الاكل ولذة الاكل، وبمجرد ان تستقر اللقمه فى بطنه يغفر الله له لانه اكل فى عباده وهو فى معية الرحمن فقال بسم الله الرحمن الرحيم ، اما اذا نسى الانسان قول بسم الله الرحمن الرحيم قبل الاكل فيقول حين يتذكر بسم الله من قبل ومن بعد او بسم الله من قبل ، لان فى هذه الحاله انت تمنع قرينك بأن يأكل معك، فكل منا له قرينين ، قرين من الشياطين وقرين من الملائكه ، فالانسان عندما يبدأ بالشراب ويقول بسم الله الرحمن الرحيم لايشرب قرينه معه ، وعندما يأكل يقول بسم الله الرحمن الرحيم فلا يأكل قرينه معه ، وبذلك يضعف القرين .

لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوا اولياء الشيطان ان كيد الشيطان كان ضعيفا ، فالمسلم لابد ان يكون قرينه ضعيف جدا وهذا هو اساس الطعام فى الاسلام ( انك لاتؤكل قرينك من طعامك، ولا يشرب قرينك معك ) فاذا فعلت ذلك كانت هناك بركه فى الطعام ، اما اذا اكل القرين مع الانسان سوف يقتسم طعامه وبالتالى لا يكون هناك بركه فى الطعام والشراب.

وعندما سأل سيدنا عمر احد الناس كيف تأكل ؟ قال اّكل حتى اشبع ، قال له هذا اكل البهائم ، ثم قال له وبماذا تشرب ؟ قال أشرب حتى أروى ظمئى ، قال له هذا شرب البهائم ايضا لان الانسان لا يعيش ليأكل ويشبع ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يتجشأ ( يتقرع ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كف عنا تجشأك ان اكثركم شبعا فى الدنيا ، هم جوعا يوم القيامه .

وبهذا يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم اسس مهمه جدا لان الانسان اذا حافظ على هذا سوف يحافظ على قوامه فكيف يكون هناك مسلم يصلى خمس فروض والنوافل ويأكل ضمن هذا النظام الغذائى ، وبالتالى تكبر بطنه ( الكرش ) فكيف يتأتى هذا وهو يتبع نظام رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المشى بعد صلاة العشاء ساعه ونصحيث يقال علميا الاّن ان الانسان لابد من ان يمشى على الاقل نصف ساعه يوميا ويبدأ تدريجيا حتى يحافظ على هيكله العظمي.

وعن السيده عائشه كانت تقول يمر علينا الهلال والهلال والهلال ولا نوقد نارا . وعندما سئلت بماذا كنتم تعيشون ؟ قالت على السوداوين وهما ( الماء والتمر ).

فعندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد المشى فى رمضان اثناء الصيام يمشى بعد العصر ، وفى الايام العاديه يمشى بعد العشاء . ففى الصيام يمشى بعد العصر ورسول الله الذى علم المتعلمين وثقف المثقفين جاء بهذا الهدى من قبل ربه ، عندما قال مازالت امتى بخير ما عجلوا بالافطار واخروا فى السحور ، فكان يقول عنه سيدنا انس ان اّخر طعامه كان قبل اّذان الفجر بمقدار خمسين اّيه اى 2.:15 دقيقه .

فعملية الهضم تستمر خمس ساعات ثم تأتى مرحلة الامتصاص للطعام المهضوم ايضا 5 ساعات ، فلو افترضنا انه انتهى من السحور الساعه الرابعه صباحا اى تنتهى عمليتى الهضم والامتصاص الساعه الثانيه ظهرا ، ثم بعد الثانيه ظهرا يعتمد على المخزون لذلك كان يمشى بعد العصر فى الصيام ، كما نهانا عن السكون بعد العصر فى نهار رمضان .

اما فى الايام العاديه اختلف الامر هنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يمشى بعد العشاء . 

اذا من هدى الانسان ان الانسان يمشى ، والرفاهيه هى مصيدة الامراض . لذلك اتبع فى اليوم الاول من الاسبوع الاول انك تبدأ تدريجيا بالمشى لمدة 10دقائق حتى ولو كنت على برنامج رياضى ، وتمارين الجانب الروحى انك تجلس مع نفسك ، فالاسلام يعتنى بتمارين الاسترخاء وهى التفكر ( العباده المهجوره) .

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلها بعد الفجر وبعد العصر ، وهذه هى الامور العامه التى اشار اليها الاسلام واشار اليها الحبيب المصطفى فى أكله وشربه ونومه . ونسأل الله تعالى ان يرزقنا التأسى بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، حتى نحافظ على الارواح والابدان ، ونكون دائما فى معية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحتى نتأسى به صلى الله عليه وسلم ، ومن تأسى بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم سيكون معه فى الفردوس الاعلى من الجنه .

المصدر منديات دوت كوم ( السيرة النبوية)