الأربعاء، 7 مارس 2012

لحوم صناعية في الأسوق خلال عام‏



نقلا عن بوابة الأهرام

هل يمكن إنتاج اللحم بشكل مختلف‏,‏ لا نحتاج فيه للمراعي ولا المياه‏,‏ ناهيك عن توفير بيئة أنظف بالحد من الغازات السامة المنبعثة من تربية الأبقار والمواشي‏ ؟ ..‏ 


إنه لحم المعامل الذي عكف العلماء علي إنتاجه عن طريق الخلايا العضلية للأبقار, وهو التكنيك ذاته المستخدم للحصول علي الخميرة والزبادي والأنسولين. فما هو مذاق هذا اللحم الصناعي ؟ كيف سيبدو نسيجه وما هي منتجاته المتوقعة؟ وهل هو مجرد عبث آخر للتكنولوجيا والأبحاث الغربية؟ بالطبع لا, فهو حل اضطراري لسد الحاجة المضطردة لاستهلاك اللحوم, حيث كانت في الأعوام1960 حوالي70 مليون طن في العام, بلغت اليوم وفق آخر تقرير لمنظمة الفاو حوالي284 مليون طن, ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول عام2050.


لذا كان الإتجاه للحصول علي حاجتنا من البروتين عن طريق البروتين النباتي أو عن طريق لحوم المعامل, حيث خصصت منظمة بيتا لرعاية حقوق الحيوان مبلغ مليون دولار لأول معمل ينجح في إنتاج لحوم صناعية.


ويبدو أن الباحثين الهولنديين في جامعة ماستريخت سيكونون أول الرابحين, حيث أعلنوا أنهم سيطرحون في الأسواق خلال6 أشهر سجق مصنع في معاملهم من خلايا الخنازير, يتبعه همبرجر خلال سنة, ونشرت جريدة التلجراف اليومية البريطانية علي لسان مارك بوست المدير المسئول عن الفريق أن تكلفة شريحة الهمبورجر الأولي ستكون في حدود250 ألف يورو.


أما عن المذاق؟! لا أحد يدري فلم يتذوقها أحد ولا يعرف في الأساس إن كان سيكون لها طعم.. ليس هذا هو الهم الوحيد فلون اللحمة ما زال مشكلة كما يقول د. مارك: فاللحم المصنع خالي من الدم فلم ينجحوا إلا في الحصول علي اللحم الأبيض أو الرمادي!


ويوضح هشام حسين خليفة الأستاذ بقسم الإنتاج الحيواني بجامعة الأزهر أنه كان قد تم اعتماد تقنية استزراع اللحوم من إدارة الأغذية والدواء الأمريكيةFDA في عام1995 وبدأت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا في إجراء التجارب منذ عام2001 بإنتاج لحوم من خلايا دجاج الرومي, وكان أول منتج يصلح للأكل في عام2000 من أسماك الجولدفيش مشابه لفيليه السمك.


وفي الشهر الماضي أعلن حوالي30 معمل في أنحاء العالم عن إجرائهم أبحاث علي اللحوم المستزرعة, حيث يبذل العلماء جهدا كبيرا للتوصل إلي منتج يحقق ربحا للشركات حتي يمكن أن تؤخذ هذه التقنية النامية في الاعتبار, وتنشأ صناعة استزراع اللحوم بناء علي الطرق العلمية بدلا من الإنتاج المعملي, والتي ستؤدي إلي إنتاج لحوم مستزرعة أقل سعرا من اللحوم المنتجة بالوسائل التقليدية حيث إنه من المفترض إمكانية إنتاج50 ألف طن من اللحوم المستزرعة في خلال شهرين إذا استخدمت المواد الملائمة وتحت الظروف المثالية.


وتشمل عملية إنتاج اللحوم المستزرعة معاملة خلايا عضلية تؤخذ من الحيوان ببروتينات تساعد الخلايا علي النمو لتشكل قطعة كبيرة من اللحم, وفي هذه الحالة لن تكون هناك حاجة إلي حيوانات أخري للإنتاج, حيث يمكن إنتاج بليون رطل من اللحوم المستزرعة من حيوان واحد تكفي لتغذية سكان العالم لمدة مئات السنين, وتشبه هذه العملية عملية تصنيع وإنتاج الزبادي, حيث يكفي مصدر واحد لإنتاج كميات تكفي الاستهلاك العالمي, لكن أهم المشاكل التي تواجه التوسع في إنتاج اللحوم المستزرعة عدم إقبال المستهلكين اعتقادا منهم إنها لحوم محورة وراثيا وغير طبيعية, والقلق من الإلمام بأفضل طرق لطهي هذه اللحوم, كما إن الاختلاف في أي من شكل أو رائحة أو طعم أو ملمس هذه اللحوم قد يؤدي إلي عدم تسويقها علي مستوي تجاري, كذلك يعتبر عدم وجود عظام وقلة الدهون من الصفات غير المرغوب فيها حيث تؤدي إلي اختلاف هذه اللحوم عن تلك المنتجة بالطرق التقليدية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق