القاهرة: محمد عجم
أكدت دراسة علمية حديثة أجريت بالمركز القومي للبحوث في مصر، أشرفت عليها الدكتورة هناء أحمد حمدي، أستاذة قسم الهرمونات بالمركز، أن الكركم له فائدة في علاج حالات الإسهال المزمن، كما أنه يعالج بعض أنواع الديدان الطفيلية وله فاعلية مؤكدة لعلاج الكحة ونزلات البرد واحتقان الحلق واللوزتين ويساعد في علاج بعض أنواع الربو الشعبي.
ويلعب الكركم دوره أيضا في الإسراع من عملية التئام الجروح لما له من خواص مضادة للالتهابات، كذلك يستخدم بكفاءة في علاج حالات الأنيميا، حيث تستطيع تحفيز إنتاج كرات الدم الحمراء كما أنه منشط للمناعة والقوة الذهنية وله خواص مضادة للروماتيزم، فضلا عن أنه مفيد في حالات الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم، حيث إنه يتصف بتنظيم درجة الحرارة في الجسم.
وتشير الدكتور هناء حمدي إلى أن النبات يستخدم كعلاج مساعد في مرض السكري، حيث يقوم بتحفيز إفراز الإنسولين من غدة البنكرياس، كذلك يستطيع نبات الكركم أن يمنع تجمع الصفائح الدموية فهو مانع لتجلط الدم ومفيد في تخفيف آلام الذبحة الصدرية وفي علاج التهابات القولون وكذلك له دور واضح في عملية تنظيم الهضم والتمثيل الغذائي.
* حماية الكبد والصفراء
* ولعل أهم ما أثبتته الدراسة أن استخدام مسحوق نبات الكركم مع الأغذية يوميا يساعد على حماية خلايا الكبد والصفراء من الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل. وتقول الباحثة صاحبة الدراسة إن استخدام السيدات لحبوب منع الحمل لفترات طويلة يؤثر على الكبد وغدة الصفراء، وأشارت إلى إنها قامت بإجراء تجارب على إناث الفئران المختبرية استخدمت فيها الكركم بما له من خواص مضادة للأكسدة، والتي ثبت أنها تقوم بحماية الكبد وغدة الصفراء من هذه الآثار الجانبية.
وتضيف: «المعروف أن هذه الحبوب على المدى الطويل قد تسبب نوعا من القصور الصفراوي الحاد للسيدات، الذي يتمثل في حدوث انخفاض ملحوظ في مستوى الكولسترول وأحماض الصفراء والذي يكون مصاحبا لحدوث ارتفاع واضح في مستوى أنزيمات غدة الصفراء في بلازما الدم، وقد يؤدي إلى تهتك في بعض خلايا الكبد وإطلاق الأنزيمات الخاصة بوظائف الكبد إلى بلازما الدم، وقد ينتج أيضا نوع من الالتهابات الكبدية التي تؤدي إلى إطلاق بعض المواد من كرات الدم البيضاء المضادة للميكروبات إلى بلازما الدم، وفي النهاية نجد نوعا من التأكسد على خلايا الكبد يتسبب في تدميره».
وأشارت إلى أن الدراسة أثبتت أن استخدام الكركم قبل أو أثناء تناول حبوب منع الحمل أدى إلى عودة نسبة الكولسترول وأحماض الصفراء إلى معدلاتها الطبيعية مع حدوث انخفاض واضح في أنزيمات غدة الصفراء وعودة معدل تدفق الصفراء إلى طبيعتها كذلك أدى استخدام النبات إلى تعديل نشاط الأنزيمات الخاصة بوظائف الكبد.
ونظرا لخواص الكركم المضادة للأكسدة وقدرته على التقاط الشوارد (الجذور) الحرة المسببة للسرطان فقد استطاع أن يحفز إنتاج الأنزيمات المضادة للأكسدة داخل الجسم مما أدى إلى ارتفاع نسبتها وزيادة القوة الدفاعية للجسم لتحمي الكبد من التليف والتدهن الكبدي.
وعن كيفية تناول النبات تقول د. هناء إنه يمكن استخدام النبات المسحوق بمعدل ملعقة صغيرة على فنجان الحليب الدافئ يوميا أو وضع نحو 100 ملليغرام من هذا المطحون يوميا مع الأغذية ليساعد على حمايته خلايا الكبد والصفراء من الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل مع الاستخدام الطويل.
وتؤكد صاحبه البحث أنه ليس للكركم أي آثار جانبية على الإنسان حتى جرعة مساوية لـ8000 ملليغرام يوميا ولمدة 90 يوما متتالية.
يذكر أن الكركم من التوابل الشهيرة في البلاد العربية رغم أن مواطنة الأصلي هو الهند، وقد استخدم كمادة ملونة منذ 600 سنة قبل الميلاد، وهو نبات ينتمي لعائلة الجنزبيليات، ويستخدم حاليا بكثرة كمادة طبيعية مكسبة للون والطعم والرائحة، كما أنه يستعمل كمادة حافظة طبيعية للأغذية لما له من خواص مضادة للبكتريا والفطريات. وإلى جانب ذلك فإن له فوائد طبية هائلة، إضافة إلى أنه منشط للمناعة والقوة الذهنية ومضاد للالتهابات والأكسدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق