الثلاثاء، 30 أبريل 2013

الحصيلة النهائية لإصابات التسمم بالأزهر 161 حالة.. النيابة تتحفظ على الأطعمة.. واجتماع طارئ لمجلس الجامعة.. والطيب يلتقى رئيس اتحاد الطلاب.. ومرسى يأمر بالتحقيق.. والحرية والعدالة: لا ناقة لنا ولا جمل

استمرت ردود الأفعال الواسعة حول تعرض طلاب المدينة الجامعية بجامعة الأزهر لحادث تسمم آخر فى أقل من شهر، ومن المتوقع أن يزداد الغضب خلال الفترة القادمة، بالرغم من التحرك السريع هذه المرة والاهتمام الكبير من جانب من المسئولين، ولكن وقوع حادثة مماثلة حدثت من قبل وفى فترة قصيرة بالتأكيد سيفتح العديد من الملفات المغلقة.

وقال الدكتور أحمد الأنصارى، نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية، إن الحصيلة النهائية لإصابات طلاب الأزهر بلغت 161 حالة، خرج منهم 95 مصاباً من المستشفيات بعد تحسن حالاتهم.

وأضاف نائب رئيس هيئة الإسعاف المصرية لـ"اليوم السابع"، أن باقى المصابين موزعون على مستشفيات الزهراء والحسين الجامعى وسيد جلال والتأمين الصحى بمدينة نصر وحميات العباسية، لافتاً إلى أنه تم نقل النسبة الأكبر من المصابين إلى الزهراء الجامعى، بناءً على طلبهم، مشيرا إلى أن نتائج التحاليل التى ستحدد سبب الإصابات بشكل نهائى لم تظهر حتى الآن.

ومن جانبه، أمر النائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبد الله بفتح تحقيقات موسعة بالنيابة العامة حول واقعة تسمم 161 من طلبة جامعة الأزهر المقيمين بالمدينة الجامعية بمدينة نصر، وكلف نيابة ثان مدينة نصر لمباشرة التحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة بالانتقال إلى المستشفيات لسماع أقوال المصابين.


وقالت مصادر قضائية مطلعة فى تصريحات صحفية إن فريق التحقيق بدأ بالفعل عمله بالانتقال لسؤال المصابين بالمستشفيات المختلفة، وقررت النيابة العامة التحفظ على الأدوات المستخدمة فى الطهى وتقديم الوجبات للطلبة المقيمين بالمدينة الجامعية، والتحفظ على بواقى الأطعمة، والعينات المأخوذة من المصابين بواسطة الأطباء والأجهزة الطبية.


وأوضحت المصادر أنه من المقرر إرسال تلك العينات المأخوذة من الطلبة المصابين، إلى معامل طبية مختصة لإجراء فحوصات شاملة عليها وتحليلها، للوقوف على أسباب وقوع حالات التسمم الحادة فى صفوف الطلاب.

وتظاهر عدد من الطلاب أمام المدينة الجامعية، اعتراضًا على حالات التسمم التى وقعت بين زملائهم، مؤكدين أن الإهمال الشديد، هو العامل الرئيسى وراء تسمم الطلاب.

وقال أحمد البقرى، رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر، إن الرئيس مرسى اتصل بى تليفونيا للاطمئنان على صحة طلاب الجامعة بعد حادث التسمم، لافتا إلى أن المكالمة استغرقت قرابة 20 دقيقة.

وأضاف البقرى فى تصريحات اليوم السابع، أن المكالمة التى تمت بينه وبين رئيس الجمهورية تضمنت سؤال الرئيس عن الوضع الحالى للطلاب ومدى استقرار الحالة الصحية للمصابين.

وأشار البقرى إلى أنه قام بشرح مشاكل الطلاب فى الجامعة للرئيس الذى استمع إليه بصدر رحب وبعدها طلب لقاءه، ورد عليه الرئيس بقوله سيكون اللقاء فى أقرب وقت ممكن خلال اليومين القادمين.

وقال "محمد الجابوصى"، أمين اللجنة السياسية باتحاد كلية العلوم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": إنه تم الاتفاق مع أحمد البقرى، رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر، على الخروج بمسيرة طلابية إلى مشيخة الأزهر، تنديدا بالإهمال الصحى داخل المدينة.

ونشرت الصفحة الرسمية، لاتحاد طلاب جامعة الأزهر بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، على لسان "عبد الله عبد المطلب"، المتحدث الإعلامى باسم طلاب الاتحاد، بيانًا إعلاميًا للتعليق على حادث تسمم أكثر من "100" طالب بالمدينة الجامعية بالأزهر.

وجاء فى نص البيان، الذى نشرته الصفحة تحت عنوان "أغيثونا"، فى التعليق على الواقعة، "إلى متى تبقى الأرواح بلا ثمن، إلى متى نصرخ ولا يسمع أحد، شباب يتعرضون للموت كل يوم تحت وطأة إهمال بغيض، ولا أحد يتحمل المسئولية، بعد أن تسمم ما يزيد عن "500" طالب وبعد أن لقى زميلنا "أحمد الباز" ربه شهيدا على أعتاب المستشفيات، وبعد أن أودى الإهمال بحياة الطالبة "غادة فكرى"، نتعرض اليوم للموت مرة أخرى.

وطالب اتحاد الطلاب فى بيانه بإقالة رئيس الجامعة وجميع نوابه وإجراء الانتخابات بالجامعة فورا، بنفس الآلية التى تمت بها فى جميع الجامعات المصرية، وإقالة جميع مسئولى التغذية فى الجامعة، وفتح تحقيق فورى فى الحادث، وتنفيذ كل التوصيات التى تضمنها البيان الصادر من المجلس الأعلى للأزهر فى "3" أبريل الماضى.

ووجه البيان الصادر عن الاتحاد، الدعوة إلى جميع الطلاب للاحتشاد فى التاسعة صباح اليوم أمام مسجد المدينة، وذلك للتوجه إلى إدارة الجامعة لعرض مطالبهم.

كما أكد أحمد البقرى رئيس اتحاد طلاب جامعة الأزهر ونائب رئيس اتحاد طلاب مصر، أنه سيلتقى بالمشيخة شيخ الأزهر عقب وصوله من دولة الإمارات فى الثانية عشرة ظهرا لفتح باب المناقشة معه حول حادث تسمم طلاب المدينة الجامعية للأزهر.

وأضاف، أنه تم تحديد موعد مع رئيس الجمهورية للقائه ظهر الخميس، بعد غد لنفس الغرض، وجار التنسيق مع مجلس الوزراء.
وعلم "اليوم السابع"، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، سيصل قبيل عصر اليوم الثلاثاء قادما من الإمارات على متن طائرة خاصة، وأنه سيدعو المجلس الأعلى للأزهر لعقد جلسة طارئة، لبحث سبل التبكير بإجراء انتخابات رئاسة الجامعة بعد النظر فى مطالب أعضاء هيئة التدريس بإدخال بعض التعديلات على قواعد وضوابط الترشح للمنصب الجامعة.

ومن المنتظر أن يلتقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فى وقت لاحق، لبحث تداعيات أزمة جامعة الأزهر.

وأيضا علم "اليوم السابع"، أن الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، حضر صباح اليوم، الثلاثاء، إلى مكتبه بإدارة الجامعة، ليترأس اجتماع المجلس الأعلى للجامعة، الذى بدأ فى تمام الساعة التاسعة صباح، والمقرر عقده فى نهاية كل شهر.

ويأتى الاجتماع تزامناً مع وصول مسيرة حاشدة من الطلاب إلى مبنى إدارة الجامعة، للتنديد بأحداث التسمم الأخيرة، مطالبين بإقالة رئيس الجامعة وكل النواب، ولم يعلم الطلاب أن المجلس منعقد الآن فى الإدارة، مما قد ينذر بكارثة فى حالة علمهم، وعلم اليوم السابع أن المجلس يبحث تعليق الدراسة بالجامعة.

ومن ناحيته، اتصل الرئيس محمد مرسى فور علمه بوقوع حالات تلوث غذائى لبعض طلبة جامعة الأزهر بكل من الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء ووزيرى الصحة والتربية والتعليم ونائب رئيس جامعة الأزهر للاطمئنان على الحالة الصحية للطلبة.

ووجه الرئيس بتوفير كافة الخدمات والرعاية الطبية حتى يتماثلوا للشفاء فى أقرب فرصة ممكنة. صرح بذلك عمر عامر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، وقال "إن الرئيس مرسى كلف الدكتور أيمن على مستشار رئيس الجمهورية بالتوجه فورا إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر للاطمئنان على الحالة الصحية للطلبة، والتأكيد على الاهتمام الذى يوليه الرئيس شخصيا لمتابعة حالتهم الصحية أولا بأول".

وأضاف المتحدث أن الرئيس مرسى وجه بفتح تحقيق عاجل حول الأسباب التى أدت إلى وقوع حالة التلوث الغذائى للطلبة على أن يتم الانتهاء من هذا التحقيق فى أقرب فرصة ممكنة.

بينما استنكر أحمد سبيع القيادى بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محاولة المتاجرة بتسمم طلاب جامعة الأزهر، وتحميل الإسلاميين المسئولية، معتبرا أن هذا ابتزاز لا معنى له، لأن جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية لا ناقة لها ولا جمل فى هذا الشأن، وأن وضع شيخ الأزهر ينظمه الدستور والقانون، مضيفا لـ"اليوم السابع" أنه لا يجب التستر على جرائم إهمال يدفع ثمنها الطلاب من أبناء مصر، قائلا: "الأزهر إدارته كاملة متكاملة فى يد شيخ الأزهر فهل يتآمر على نفسه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق