الاثنين، 8 أبريل 2013

أسعار الغذاء: العالم ينشد ظروفا مناخية أفضل -سعر القمح لا يتحكم بالضرورة ببورصة الغذاء

 
سعر القمح لا يتحكم بالضرورة ببورصة الغذاء

محللون: انخفاض أسعار الغذاء يتوقف على زراعة محصول الذرة الأميركي والأحوال الجوية المرافقة لها.
 
ميدل ايست أونلاين
لندن وشيكاغو - من فيرونيكا براون وتوم بولانسك

ليس بوسع المستهلك الآن أن يمني النفس بتراجع أسعار الغذاء هذا العام رغم توقعات وفرة محاصيل الحبوب بالولايات المتحدة وبلاد رئيسية أخرى مما دفع أسعار العقود الآجلة إلى التراجع عن ارتفاعات قياسية بلغتها العام الماضي.

ويقول محللون إن التكهنات تظل تكهنات ما دامت عملية زراعة محصول الذرة الأميركي شديد الأهمية لم تبدأ بعد. وتستخدم الذرة كعلف للأبقار وفي تصنيع منتجات الحبوب الغذائية وغيرها من الأطعمة.

وستكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة في تحديد الأسعار إذ ستحدد الأحوال الجوية في نهاية المطاف حجم المحصول.

ويقول ستيف ميير رئيس مركز باراغون إيكونوميكس "ليس هناك توكيدات كافية على انخفاض أسعار الحبوب في المدى الطويل حتى يتم خفض أسعار السلع الغذائية".

وبعد عام 2012 الصعب الذي حفل بموجة جفاف تاريخية في الولايات المتحدة وأوروبا الشرقية وشهد موجة الارتفاع الثالثة لأسعار الغذاء العالمية خلال أربع سنوات استعد المزارعون لبدء موسم زراعي جديد.

وخضعت أسعار الحبوب التي لامست ارتفاعات قياسية نهاية الصيف الماضي لضغوط مؤخرا بعدما قلل بعض منتجي الماشية أعداد رؤوس الماشية لديهم مع زيادة تكاليف الأعلاف. وفي الوقت ذاته زادت المساحات المخصصة لزراعة محاصيل رئيسية وتبدو الاحتياطيات أكبر من المتصور.

وتوقعت وزارة الزراعة الأميركية في تقرير يوم 28 مارس اذار أن يشهد محصولا الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة ارتفاعا قياسيا إلى 14.6 مليار بوشل و3.4 مليار بوشل على الترتيب وهي كميات وفيرة تعزز الإمدادات المنخفضة بشكل حرج.

وقالت الوزارة إن كميات الذرة بالمستودعات زادت ثمانية في المئة عن توقعات التجار اعتبارا من أول مارس مما دفع الأسعار الأسبوع الماضي إلى أكبر تراجع أسبوعي في 21 شهرا في مجلس شيكاغو للتجارة.

وتراجعت الأسعار 25 في المئة عن المستوى القياسي المرتفع الذي بلغته في اغسطس اب.

ولأن العوائد أكبر في أسواق الاسهم أدار المستثمرون ظهورهم للاستثمار في صناديق مؤشرات السلع التي تكون مراكز دائنة في مجموعة من السلع من بينها الحبوب.

وانخفض مؤشر تومسون رويترز/جيفيريز سي.ار.بي القائم على سلة من السلع ثمانية في المئة تقريبا في الستة أشهر الماضية بينما ارتفع داو جونز الصناعي بنحو عشرة في المئة في الفترة نفسها.

وعكس مسح بشأن خطط الزراعة أجرته وزارة الزراعة الأميركية توقعات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) التي استقر مؤشرها الخاص بأسعار الغذاء بعد ارتفاعات تاريخية.

فرط التفاؤل

إلا أن عبد الرضا عباسيان كبير الاقتصاديين في الفاو يرى أن الأسواق ربما بالغت في توقعاتها.

وقال عباسيان "حدث تصحيح للأسعار لكن هذا ربما منح رصيدا كبيرا للتفاؤل بظروف زراعية مواتية جدا في الأشهر المقبلة".

وأضاف "الآن هناك نظرة مستقبلية طيبة ومواتية عموما لعامي 2013 و2014 لكل المحاصيل تقريبا. لكن المسألة برمتها تتوقف على ظروف الزراعة في الأشهر المقبلة ولا أحد اليوم يستطيع التكهن بهذه الظروف".

وقال "لم نخرج من عنق الزجاجة بعد".
ويعكس انخفاض حاد في أسعار الاجال القريبة في التعاملات الآجلة تقدير أكبر من المتوقع وضعته وزارة الزراعة الاميركية للمخزونات واستمرار الغموض الذي يكتنف حجم المحاصيل الاميركية.

وهبط سعر الذرة في عقود شهر يوليو تموز بنحو 14 في المئة منذ صدور تقرير وزارة الزراعة الأميركية مقابل تراجع سعر عقود ديسمبر كانون الاول بنسبة ستة في المئة تقريبا.

اللحوم والخبز

ولا يمكن تجاهل القلق على المحاصيل النهائية في ظل الظروف الدرامية التي شهدتها السنوات الماضية وما نتج عنها من ظروف استثنائية في صناعة الغذاء.

وسبق أن خالف الواقع توقعات تنبأت بمحصول ذرة أميركي قياسي عام 2012 بعد أن تعرضت الولايات المتحدة لأسوأ موجة جفاف في أكثر من نصف قرن وأنتجت أقل محصول لها في 17 عاما بينما أدى سوء الأحوال الجوية إلى انخفاض محصول قمح سلة الخبز بالبحر الأسود بأكثر من الثلث.

وأعاد الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء نتيجة ذلك العام الماضي إلى الأذهان أزمة عامي 2007 و2008 التي قالت الأمم المتحدة إنها أضافت 75 مليون نسمة إلى عداد البشر الذي يعانون الجوع المزمن على مستوى العالم.

وقال ميير إنه إذا أنتجت الولايات المتحدة محصول ذرة كبيرا هذا العام من شأنه خفض أسعار الحبوب فإن الأمر يحتاج عامين حتى يؤدي تراجع أسعار الأعلاف إلى هبوط في أسعار لحوم الأبقار. لأن هذا الأثر يتأجل حتى تربية أبقار جديدة.

وذكر أن أسعار الدجاج قد تتراجع أواخر 2013 ولحوم الخنزير في 2014 لأن دورة إنتاجهما أقصر.

وقال "حتى ظهور المحصول لا أعتقد أننا سنرى استجابة من قطاعات البروتين".

وقال بيل تيرني كبير الاقتصاديين بشركة اج.ريسورس وكبير الاقتصاديين سابقا في قطاع الحبوب بوزارة الزراعة الأميركية إن أسعار مواد غذائية كالخبز لن تنخفض كثيرا. وأضاف أن تكلفة الذرة والقمح لا تنعكس بشكل واضح في كثير من منتجات المخابز لأن تكاليف التغليف والنقل والتسويق تغطي عليها.

وقال "مواد التغليف البلاستيكية تتكلف أكثر من القمح الذي يدخل في صناعة الرغيف".

شد الحزام

قالت دراسة لاتحاد المكاتب الزراعية الأميركية الأسبوع الماضي إن ثمن سلة الغذاء في محال البقالة زاد على المواطن الأميركي اثنين في المئة في الربع الأول من 2013 مقابل الربع الأخير لعام 2012.

ورجح جون اندرسون نائب كبير الاقتصاديين في الاتحاد أن ترتفع أسعار الغذاء بما بين ثلاثة وأربعة في المئة في 2013 مع نقص معروض اللحوم وهذا أعلى بنسبة هامشية من متوسط معدل التضخم في العقد الأخير.

وأضاف أن هبوط سعر الذرة دولارا واحدا لا ينعكس إطلاقا في سوق التجزئة على الأرجح.

وأشار اندرسون إلى المخاوف من أن تؤجل برودة الجو موسم الزراعة بالولايات المتحدة وقال "الآن نحن نركز على الزراعة وقد تأخر الربيع".
وقال "هناك ملايين الأمور التي قد تحدث بين الآن والتوقيت الذي سنعرف فيه حجم المحصول القادم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق