تعريف الميلامين :
كلمة ميلامين أصلها ألماني وهي كلمة مركبة من شقين؛ الأول ميلام (Milam) وهو أحد مشتقات تقطير الأمونيم (Ammonium thiocyanate) والثاني أمين (amine) وهو أحد القواعد البنائية للبروتين، وتحتوى مادة الميلامين على 66% من وزن كتلتها على عنصر النيتروجين.
استخدامات الميلامين :
تدخل مادة الميلامين فى العديد من الصناعات أهمها:
· المبيدات الحشرية (سيرومازين على سبيل المثال).
· عند اتحاد الميلامين مع الفورمالدهيد تتكوين مادة مقاومة للحرارة العالية.
· يدخل الميلامين في عمل خلطات من الخرسانة المسلحة عالية المقاومة.
· و يستخدم الميلامين في صناعة الأحبار والبلاستيك الملون ، والغراء والمواد اللاصقة ، و الألياف الصناعية ، و السبورات والألواح المصقولة.
· يستخدم الميلامين في صناعة الأسمدة
)لاحتوائه على نسبة عالية من النيتروجين(.
· يستخدم الميلامين في صناعة بعض الأدوية وخاصة لمقاومة مرض African trypanosomiasis.
· وقد يضاف الميلامين لأعلاف الحيوانات المجترة كمصدر للنيتروجين غير البروتينى (Non protein nitrogen) ولكن ليس بكفاءة المركبات النيتروجينية الأخرى .
· يضاف الميلامين أحيانا لبعض المواد الغذائية (كنوع من الغش التجاري) لرفع نسبة النيتروجين بها، والذى يعطى قيمة عالية للبروتين الظاهري بها (باستخدام مادة الميلامين لأنها رخيصة)، وعند تقدير البروتين بهذه الأغذية اعتمادا على الطرق (التقليدية) التي تقدر النيتروجين الكلى مثل طريقة كلداهل وليس على الطرق التى تعتمد على تقدير البروتين الحقيقى.
سمية الميلامين :
تعتبر مادة الميلامين فى الأصل مادة غير سامة عند استخدامها بجرعات منخفضة ولكن عندما تختلط بحمض السيان يوريك (Cyan uric acid) تؤدى الى تكوين حصوات فى الكلى نتيجة لتكوين مادة السيان يورات غير الذائبة.
والميلامين لا يتم تمثيله غذائيا في الجسم و غالبا يخرج عن طريق البول، ويقدر نصف عمره فى بلازما الدم فى حدود 3 ساعات. و لا يعتبر الميلامين ساماً بدرجة كبيرة حيث ان الجرعة المميتة لـ 50 % من حيوانات التجارب تعادل 3161 مجم/كجم من وزن الجسم فى الجرذان. و لا توجد دراسات عن سمية مادة الميلامين فى الإنسان عند التناول عن طريق الفم. و معظم الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب (الجرذان, الفئران و الكلاب) لدراسة سمية الميلامين عند تناوله عن طريق الفم أدى الى حدوث التهابات وتكون حصوات فى الكلى بالاضافة الى زيادة فى نمو نسيج المثانة (Hyperplasia). بالاضافة الى ذلك بينت الدراسات التي عملت على الجرذان أن الحد الأدنى للمتناول من الميلامين دون ظهور الأعراض كان 63 مجم/كجم من وزن الجسم /يوم لمدة 113 اسبوع.
وقد بينت الدراسات التى أجريت على القوراض وجود تباين فى الأعراض بين الذكور و الإناث, فالذكور في الغالب تظهر لديهم حصوات في المثانة بينما لا تظهر هذه الأعراض على الإناث و عند تحليل حصوات المثانة المتكونة ثبت أنها تكونت من الميلامين و حمض السيان يوريك فى شبكة من البروتين بالاضافة الى الفوسفات.
التسبب في السرطان :
خلصت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى ان هناك دلائل كافية مستنبطة من الدراسات والابحاث التى اجريت على حيوانات التجارب بأنه لم يثبت ان مادة الميلامين مسرطنة للانسان أو انها تؤثر على المورثات الجينية فى الخلايا. و و ضحت الدراسات أن ظهور الخلايا السرطانية فى المثانة قد حدث فى ذكور الجرذان عند تناول ميلامين بتركيز 4500 جزء فى المليون (اى ما يعادل 225 مجم/كجم من وزن الجسم/يوم) لمدة 103 اسبوع ولكن لم تظهر هذه الاعراض على اناث الجرذان او ذكور أو اناث الفئران.
والتحليل بينت أن الأورام المتكونة كانت مرتبطة معنويا بشكل طردى مع كل من تكون لديه حصوات المثانة وتناول جرعات كبيرة من الميلامين. كما أظهرت نتائج الدراسات أن وجود مادتى الميلامين وحمض السيان يوريك مع بعضهما ادى الى تكون حصوات المرارة بينما لم تتكون هذه الحصوات عند تناول الميلامين على حده أو الاميلين (ammeline) أو الاميليد (ammelid) المشابهان للميلامين بشكل منفرد. ومركب الميلامين سيان يورات (ميلامين مع حمض السيان يوريك) له درجة ذوبان منخفضة ويعتقد ان الميلامين وحمض السيان يوريك يمتصان عن طريق الأمعاء ثم يترسبان لتكوين حصوات في الكلى.
جرعات السمية الحادة :
أقرت العديد من البحوث التى اجريت فى هذا المجال بأن الجرعة المميتة من الميلامين لحيوانات التجارب مثل الفئران والارانب قد قدرت بحوالى 3248 مجم/كجم و اكثر من 1500 مجم/كجم من وزن الجسم على الترتيب. وفى دراسة أجريت في روسيا وجد ان استخدام الميلامين سيان يورات كمادة مقاومة للحرائق كان أكثر سمية من الميلامين أو حمض السيان يوريك كل على حدة.
حيث أقرت الابحاث التى اجريت على الفئران بان الجرعة المميتة من الميلامين متحدا مع حمض السيان يوريك تقدر بحوالى 3ر4 جم/كجم عند التناول عن طريق المعدة وحوالى 4ر3 جم/كجم عن طريق الاستنشاق بالمقارنة بـ 0ر6 و 3ر4 جم/كجم بالنسبة للميلامين و 7ر7 و 4ر3 مجم/كجم من وزن الجسم بالنسبة لحمض السيان يوريك على الترتيب.
السمية المزمنة :
لوحظ ان تناول الاغذية الملوثة بمادة الميلامين على فترات طويلة أدى الى فشل أداء الجهاز التناسلي والمثانة وتكوين حصوات كلوية والتى أدت الى الاصابة بمرض السرطان.
وفى الصين تعتبر ماد الميلامين من المواد المصنفة انها تحت المراقبة ولكن أدى استخدامها غير الشرعى فى غش حليب الاطفال الى الكارثة الشهيرة في الربع الأخير من العام الحالي (1429هـ) والتي أدت إلى تسمم العديد من الاطفال ووفاة عدد منهم من جراء تناول هذه المنتجات الملوثة بها.
و قبل كارثة تلوث حليب الأطفال الصيني بالملامين، أعلنت الولايات المتحدة في العام الماضي (1428هـ) عن نفوق عدد كبير من الحيوانات الاليفة (القطط والكلاب) نتيجة تناول أعلاف ملوثة بمادة الميلامين الكيماوية السامة، وأعقب ذلك اكتشاف تلوث اعلاف الدواجن بهذه المادة في ست ولايات أمريكية، وتم تقدير أعداد الطيور التى تناولت الاعلاف الملوثة بحوالى 3 مليون طائر. كما تلى ذلك اكتشاف تلوث مادة جلوتين القمح ومادة بروتين الارز المستوردة من الصين بمادة الميلامين والتى تستخدم فى تصنيع اعلاف الدواجن والخنازير في ولاية إنديانا الأمريكية.
الحدود الامنة المسموح بها من الميلامين :
أعلنت هيئة الغذاء والدواء الامريكية فى تقريرها المنشور فى أوائل أكتوبر 2008 بان المستوى الآمن من الميلامين فى الغذاء للاشخاص البالغين يقدر ب 5ر2 جزء فى المليون ولم يتم الاعلان بعد عنه بالنسبة للاطفال. كما تنوى الهيئة الاعلان عن عدم السماح المطلق لبيع غذاء ملوث بالميلامين على اية حال. كما نشرت ايضا هيئة الغذاء والدواء الامريكية من خلال تقرير عن تحليل مخاطر التلوث بالميلامين ان الحد اليومى المسموح بتناوله من الميلامين هو 63ر0 مجم/كجم من وزن الجسم. وفى نفس الصدد نشرت هيئة سلامة الغذاء الاوروبية ان الحد اليومى المسموح به هو 5ر0 مجم/كجم من وزن الجسم بالنسبة للميلامين ومشابهاته (الاميلين؛ الاميليد و حمض السيان يوريك).
طرق فحص الميلامين وحمض السيان يوريك فى الغذاء :
يتم استخدام جهاز الفصل الكروماتوجرافى عالي الكفاءة (High Performance Liquid Chromatography) في تقدير ملوثات الميلامين والاميلين والاميليد وحمض السيان يوريك في الأغذية.
احتياطات للحد من خطورة هذه المركبات :
حظر استيراد حليب الاطفال من البلاد التي ثبت التلوث بها مثل الصين.
حظر استخدام مادة الميلامين في أعلاف الحيوان.
فحص الحليب ومنتجاته والأغذية التى تدخل فيها سواء المستوردة أو المصنعة محليا للكشف المبكر عن هذه الملوثات و وضع نظام لتتبع اثر هذه المنتجات بالاسواق واتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية صحة و سلامة المستهلكين.
نشر الوعى بين الأمهات للتركيز على الرضاعة الطبيعية للاطفال، و لا يستعمل الحليب الصناعي إلا عند الضرورة القصوى.
وضع الضوابط الملزمة للشركات المنتجة للغذاء بضرورة تطبيق برامج الرقابة الذاتية لضمان سلامة منتجاتها من الملوثات التي تشكل خطورة على صحة و سلامة المستهلك.
اتخاذ اجراءت مشددة ضد الشركات التى تكون منتجاتها الغذائية غير مأمونة.