السبت، 4 يناير 2014

زيت جوز الهند.. بين الفوائد والأضرار



حقائق حول حملات الدعاية والترويج له
كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»
 حتى وقت قريب، كانت التحذيرات تتوالى حول أضرار زيت جوز الهند coconut oil بوصفه غذاء نباتيا ملتويا تتخفى في داخله نسبة عالية من الدهون المشبعة saturated fat. أما الآن فإن نفس هذا المنتوج الغذائي قد بدأ يعرض بشكل جذاب على أنه أحد الأطعمة الجديدة «الفائقة» superfood.
ولكي نضع الحروف على نقاطها فورا، فإن شيئا ما لم يتغير فيما يخص تركيبة زيت جوز الهند. فهذا الزيت لا يزال يحتوي على دهون مشبعة تقارب نسبتها 90 في المائة منه - وهذه النسبة أعلى منها في الزبدة أو الشحم. ومع هذا، فإن زيت جوز الهند، بخلاف الزيوت من المصادر الحيوانية الأخرى، يتكون وبدرجة كبيرة من الأحماض الدهنية ذات السلسلة المتوسطة. ويتمكن الكبد من تحويل خلاياها الصغيرة إلى طاقة بسهولة، ولذلك فإنها لن تقوم في أكثر الأحوال بتشكيل الكولسترول المنخفض الكثافة LDL الذي يسدّ الشرايين.

هل أنه أفضل من الزبدة؟ يحذر الدكتور إريك ريم الأستاذ المشارك في علوم الوبائيات والتغذية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد من مغبة الانزلاق وراء هذا الرأي، ويقول: «لا توجد دراسات بعيدة المدى حول زيت جوز الهند، مثلما هو الحال في الدراسات حول زيت فول الصويا أو زيت الزيتون».

واستنادا إلى الأبحاث فإن زيت جوز الهند له نفس تأثير الزبدة تقريبا على تشكيل «اللبيدات» Lipids، أي الدهون. ويضيف لويس: «بالمقارنة مع الأطعمة من الكربوهيدرات المصفاة فإنه (أي زيت جوز الدهن) مصدر أفضل للسعرات الحرارية من الطحين الأبيض، إلا أن هذه النتيجة لا تعتبر مرجعية للمقارنة».

ويمتاز زيت جوز الهند بأفضليته إلى حد ما مقارنة بالزيوت الأخرى، في إنتاج المخبوزات لأنه يبقى صلبا في درجة حرارة الغرفة، ولذلك تسعى شركات كثيرة لصناعة الأغذية إلى استخدامه بدلا من زيت فول الصويا المهدرج، لإنتاج أطعمتها. «ولا يعتبر ذلك أمرا سيئا» كما يقول الدكتور ريم.

زيوت صحية ولكي تحسن من مستويات الكولسترول لديك، يوصي الدكتور بشدة، بضرورة اختيار الزيوت النباتية الأحادية غير المشبعة والمتعددة، مثل زيت الصويا، وزيت الزيتون، زيت الكانولا التي تزيد من مستوى الكولسترول العالي الكثافة (الحميد) HDL، وتقلل في نفس الوقت من مستوى الكولسترول منخفض الكثافة (الضار) LDL.

وبينما يزيد زيت جوز الهند قليلا من مستويات الكولسترول الحميد، إلا أنه يزيد أيضا من مستوى الكولسترول الضار.

أما ما يخص «ماء (أو حليب) جوز الهند» فيحث الدكتور ريم مرة أخرى على ضرورة التريث أمام دعوات الترويج والدعاية له. 
ويقول: «ماء جوز الهند وسيلة عظيمة لاسترجاع الإلكتروليت المفقود لدى الرياضيين المتمرسين، إلا أنه يملك نفس عدد السعرات الحرارية الموجودة في مشروب «غاتورايد» Gatorade للرياضيين. ولذلك فإن الحاجة له تنتفي إذا كان الرياضي يمارس رياضة الركض لمدة 15 - 20 دقيقة.

* رسالة هارفارد للقلب.. خدمات «تريبيون ميديا»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق