الجمعة، 17 أغسطس 2012

تغير المناخ يهدد البشر في لقمة غذائهم


يموت جوعا والرغيف امام عينيه

العالم به ما يكفي من الغذاء لكن عملية التوزيع من الحقول الى المتاجر غير فعالة، ما يؤدي الى موجة جديدة لارتفاع الاسعار.

الأمطار الغزيرة وموجات الحر الناتجة عن تغير المناخ قد تعطل امدادات الغذاء من الحقول إلى المتاجر لتثير خطر حدوث ارتفاعات أخرى في الأسعار على غرار قفزة الأسعار هذا العام بسبب الجفاف في الولايات المتحدة.

وقال خبراء في الأمن الغذائي يعملون على فصل في تقرير للأمم المتحدة بشأن الاحتباس الحراري مقرر في عام 2014 إنه ينبغي للحكومات أن تأخذ في حسبانها كيف يمكن أن تؤثر الموجات الحارة أو الجفاف أو الفيضانات على الامدادات من البذور حتى الأطباق الاستهلاكية.

وقال البروفسور جون بورتر بجامعة كوبنهاغن "ليس هناك اعتراف ملائم بأننا نتعامل مع نظام غذائي هنا. ان سلسلة كاملة ستتأثر أيضا بتغير الطقس".

وأضاف "الأمر أكبر من مجرد وجود موجات جفاف في الولايات المتحدة ستخفض الانتاجية".
وقال مثل باقي الخبراء إنه يدلي بآراء شخصية وليس رأي اللجنة التابعة للأمم المتحدة.

وبعد الحصاد يمكن للفيضانات على سبيل المثال أن تجرف الطرق أو الجسور بين الحقول ومصانع المعالجة. أو يمكن أن تتضر مخازن الأغذية بسبب عواصف اشد قوة. وستكون أضرار مثل هذه العوامل أشد على الدول الفقيرة على الأرجح.
وقال ديفيد لوبيل البروفسور المساعد بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا "هناك مبررات لتوقع المزيد من الارتفاع المتكرر 'للأسعار' نظرا لأن الظروف التي تعتبر أشد قسوة ستكون أكثر شيوعا".

غير أن عوامل أخرى قد تكبح الارتفاعات "بينها ردود فعل مثل زيادة مخزونات الحبوب أو تغيير السياسات التجارية".
وقال إن ستانفورد تسعى لاعداد نماذج لاحتمال ارتفاع الأسعار لفهم المخاطر.

وقال بروس مكارل البروفسور لدى جامعة تكساس ايه آند إم "إنها مشكلة خاصة بالتوزيع.. العالم به ما يكفي من الغذاء لكن عملية التوزيع غير فعالة".

وتسبب أسوأ جفاف في الولايات المتحدة منذ خمسة عقود في ارتفاع أسعار الذرة أكثر من 50 في المئة عنها في اواخر مايو/ايار إلى مستويات قياسية فوق ثمانية دولارات للبوشل. واضر الطقس الحار والجاف أيضا بمحاصيل في جنوب اوروبا.

وكان تقرير للأمم المتحدة بشأن الطقس قال في مارس/اذار إنه من "المؤكد تقريبا" أن أيام الحر الشديد ستزيد.
واضاف أن الأمطار الغزيرة ستزيد كذلك على الأرجح.

ويتوخى الباحثون الحذر في الربط بين موجات مناخية قاسية مثل الجفاف الأميركي وبين تغير المناخ نظرا لأن الأحداث المناخية من موجات الحر إلى العواصف التاريخية حدثت على مر التاريخ.

لكن جيمس هانسن مدير معهد جودارد لدرايات الفضاء التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) عبر عن "قدر كبير من الثقة" هذا الشهر في أن موجة الحر الأوروبية في عام 2003 والموجة الروسية في 2010 وموجات الجفاف في اوكلاهوما وتكساس في 2011 "نتيجة لتغير المناخ" لأنها كانت موجات شديدة.

وعلى الجانب الايجابي بالنسبة لانتاج الغذاء من المرجح أن تساعد زيادة طفيفة لدرجات الحرارة نمو المزروعات بوجه عام.
لكن الفوائد في المدى البعيد غير مؤكدة لاسيما وأن دراسات للأمم المتحدة تقول إن ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في طريقه لرفع درجات الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية التي حددتها 200 دولة باعتبارها عتبة التغير الخطير.

ومع تزايد تكرار الموجات المناخية القاسية قال الباحثون إنه ستكون هناك خيارات صعبة في ظل زيادة متوقعة في عدد سكان العالم إلى تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050 من سبعة مليارات حاليا. ودعوا إلى زيادة الابحاث على المحاصيل المقاومة للجفاف أو الفيضانات.

وقال مكارل "ربما نقترب من نقطة تزداد عندها صعوبة تحقيق تقدم تكنولوجي" في زيادة الانتاجية.
وتباطأ النمو السنوي لمحصول الذرة الأميركي إلى حوالي 1.5 في المئة من حوالي 3.5 في المئة في مطلع السبعينات.

ميدل ايست أونلاين
اوسلو - من اليستر دويلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق