الأحد، 2 يونيو 2013

مناقشات علمية حول فوائد الدهون وأضرارها


اختلاف آراء الخبراء حول أنواعها وكميات تناولها
واشنطن: «الشرق الأوسط»
إذا كنت في حالة من الحيرة بشأن أنواع الدهون هذه الأيام، فأهلا بك! فمع الكم الهائل من الأبحاث التي تم نشرها في السنوات الأخيرة، يجد حتى الخبراء أنفسهم صعوبة في الوصول إلى إجماع في الرأي بشأن ماهية الدهون التي يجب تناولها، والنسب المحددة المسموح بتناولها منها لتحسين حالتنا الصحية والوقاية من الأمراض المزمنة.

* الدهون المشبعة وفيما يلي ما تشير إليه أقوى الأدلة فيما يتعلق بالخيارات الصحية، كما قدمها اتحاد المستهلكين في الولايات المتحدة:

* هل ما زالت الدهون المشبعة «ضارة بالصحة»؟ نعم، إذ تشير أفضل الأدلة المتاحة لدينا إلى أن الدهون المشبعة saturated fat الموجودة في أطعمة مثل اللحوم والجبن كامل الدسم والكعك تشكل خطورة على الصحة بدرجة تفوق الدهون غير المشبعة التي نجدها في الخضراوات والزيوت والجوز والأفوكادو.

وحسب آخر تقرير صادر عن الأمم المتحدة، ثمة دليل مقنع على أن الاستعاضة عن الدهون المشبعة بالدهون الكثيرة غير المشبعة polyunsaturated fat تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وتوصلت مراجعة لدراسات أجريت عام 2012 من قبل منظمة «كوكرين كولابوريشن» إلى أن إحلال الدهون غير المشبعة محل الدهون المشبعة قلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية.

وهناك توضيح آخر مهم: عند تقليل الدهون المشبعة، استعض عنها بالبدائل الصحية (ولكن ليس بالكربوهيدرات المكررة الموجودة في أغذية مثل الخبز الأبيض والبيتزا والوجبات الخفيفة). وإلا، فانك قد لا تقلل من خطر إصابتك بأمراض القلب، بل وربما تزيد من احتمال إصابتك به، وفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة.

* الزيوت الصحية
* أيهما أفضل؟ الزيوت الأحادية غير المشبعة أم الزيوت الكثيرة غير المشبعة؟ لا يمكن أن يجمع خبراء التغذية في الرأي حول ذلك، مع اتفاقهم على أن الدهون غير المشبعة أفضل من الدهون المشبعة.

من جانب، ثمة أدلة كثيرة تدعم الفوائد الصحية لنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، الذي يدعو لتناول كميات كبيرة من زيت الزيتون، الذي يعتبر من الدهون الأحادية غير المشبعة mono - unsaturated fat في الأغلب. لكن عندما يعقد الباحثون مقارنات مباشرة بالدهون الأحادية والكثيرة غير المشبعة، عادة ما يجدون أدلة أقوى تشير إلى تأثير واق من أمراض القلب للدهون الكثيرة غير المشبعة، الموجودة بوفرة في زيت العصفر oil safflower وزيوت فول الصويا وعباد الشمس.

* هل يجب أن أفكر في تناول أطعمة تحتوي على نسبة أوميغا 6 إلى أوميغا 3؟ يعتبر أوميغا 6 وأوميغا 3 نوعان من الدهون الكثيرة غير المشبعة، وهي دهون «مفيدة». وتشير عدة دراسات إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بنوعين من دهون أوميغا 3، ترتبط بخفض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذان النوعان هما «حمض إيكوسابنتينويك» Eicosapentaenoic Acid - EPA و«حمض دوكوساهيزينويك» Docosahexaenoic Acid - DHA، اللذان يوجدان بنسب كبيرة في الأسماك.

ولزيادة الفوائد الصحية بالنسبة للقلب، يوصي بعض الخبراء بالحد من نسبة دهون أوميغا 6 الموجودة في مصادر مثل زيت الذرة وزيت الفول الصويا، والتي قد أصبحت شائعة في النظام الغذائي البشري خلال المائة عام الماضية، فقط، والحصول على المزيد من أحماض أوميغا 3 من مصادر تقليدية مثل الأسماك.

وحسب بعض الخبراء، قد يكون الحصول على قدر مبالغ فيه من دهون أوميغا 6 مضرا نظرا لأنه من المحتمل أن يؤدي للإصابة بالالتهاب، مما يمكن أن يؤدي إلى أمراض بالقلب والأوعية الدموية ومشكلات صحية أخرى، ويقضي على التأثيرات النافعة المضادة للالتهاب لدهون أوميغا 3. وفي حين لم يتم التوصل إلى قرار مؤكد في هذا الشأن، تشير أحدث الأدلة إلى أن دهون أوميغا 6 قد لا تزيد الالتهاب في حقيقة الأمر.

* الدهون والسرطان
* هل يمكن أن تؤثر الدهون على مرض السرطان؟ إنها دهون الجسم، وليست الدهون الموجودة في المأكولات، التي يجب أن تثير القلق لديك منها إلى أقصى درجة عندما يتعلق الأمر بخطر الإصابة بمرض السرطان. وحسب مراجعة شاملة في عام 2007 لدراسات من قبل صندوق أبحاث السرطان العالمي والمعهد الأميركي لأبحاث السرطان، ليس ثمة أدلة قوية مقنعة تفيد بأن زيادة أو تقليل تناول إجمالي كمية الدهون، أو أي نوع بعينه منها، له تأثير كبير على مرض السرطان.

ونظرا لأن السمنة تعتبر أحد العوامل القليلة ذات الصلة بالنظام الغذائي التي يتم ربطها بقوة وبشكل مستمر بخطر الإصابة بمرض السرطان، فقد يكون أفضل نظام غذائي للوقاية من مرض السرطان هو ذلك الذي يساعدك في الاحتفاظ بوزن صحي.

* جوز الهند والنخيل
* هل زيت جوز الهند أو زيت النخيل palm oil مفيد لك أم لا؟ هناك إجماع على أن تلك الأنواع من الزيوت محملة بدهون مشبعة ترفع مستوى الكولسترول. غير أن المعارضين لهذا الرأي يقولون إن ثمة أدلة ناشئة تشير إلى أن الزيوت الاستوائية، لا سيما زيت جوز الهند، تعمل بشكل مختلف داخل الجسم عن الدهون المشبعة المشتقة من مصادر حيوانية وربما تكون لها فوائد صحية لا يتم تقديرها حق قدرها.

إذن، ما الذي يمكن القيام به؟ يتمثل أفضل رهان لك في الوقت الحالي في تقليل الكمية التي تتناولها من تلك الزيوت، مع الاحتفاظ بعقل متفتح.

* كيف تؤثر المعالجة الصناعية للزيوت على فوائدها وأضرارها؟ ربما تتم معالجة الزيوت باستخدام المعالجة الآلية أو الحرارة والمواد الكيميائية، الأمر الذي قد يؤثر على مذاقها وربما فوائدها الصحية.

على سبيل المثال، يعتبر زيت الزيتون ذا قيمة كبيرة نظرا للنكهات المعقدة التي تكون في أقوى صورها حينما يتم استخلاص الزيت نقيا من الثمار. ولهذا، لا تعطي إلا أعلى الدرجات للزيوت (البكر الممتاز والبكر) المعالجة ميكانيكيا التي لم تتم معالجتها بالحرارة أو المواد الكيميائية. وهذه الزيوت الممتازة تحتوي على كميات أكبر من مضادات الأكسدة، بينما تقل هذه الضادات في الزيوت الأقل جودة، حيث تؤدي عملية المعالجة الصناعية لها إلى استبعادها أو تقليلها.

ومع ذلك، فإن الزيوت المعالجة أو المكررة لها بعض المميزات. فهي أرخص وتبقى لفترة أطول ويمكن أن تتحمل استخدامات في درجة حرارة مرتفعة، مثل القلي من دون دخان والتفتيت إلى مركبات يحتمل أن تكون سامة. على الجانب السلبي، قد يتم استخلاص الزيوت المكررة باستخدام الهكسين، وهو مادة مذيبة صناعية.

لكن عند أدنى مستويات التعرض لهذه الزيوت من خلال الأطعمة، لا يوجد سبب للاعتقاد أن هذه يجب أن تمثل مشكلة صحية، حسب أخصائي السموم، جون إل أودونوغو، من كلية الطب وطب الأسنان بجامعة روتشستر.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق