الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

العلم يقترب من حسم الحرب ضد الجوع

          هل يتحقق الأمن الغذائي؟
 
علماء يفكون شفرة جينوم القمح المعقدة لمساعدة المزارعين على إنتاج محاصيل قادرة على التعامل مع المرض والجفاف ومختلف تقلبات المناخ.
 
ميدل ايست أونلاين
جوهانسبرغ - تستهلك معظم دول العالم الخبز الذي ارتفعت تكاليف إنتاجه هذا العام جراء الصدمات المناخية، مما أدى إلى تدهور الأمن الغذائي بالنسبة للملايين حول العالم. غير أن خرقاً علمياً مهماً سيمكننا من أن نشهد في وقت أقرب بكثير مما كان ممكناً في السابق استنباط أصناف جديدة من القمح المقاوم للأمراض وللظواهر المناخية المتطرفة.

وكان العلماء في جامعة ليفربول قد كشفوا عن الشفرة الوراثية للقمح التي ستساعد المربين على إنتاج محاصيل تحمل الصفات المرغوبة. وقام الباحثون بتطوير تقنية تستطيع أن تقرأ الحمض النووي مائة مرة أسرع من الأنظمة التي كانت تستخدم لتسلسل الجينوم البشري. وقد ساعدت هذه التقنية العلماء على فك شفرة جينوم القمح المعقدة للغاية، والتي كانت عملية فكها بالطرق السابقة ستستغرق عقوداً. وقد استغرق المشروع سنة واحدة، في حين استغرق فك الجينوم البشري أكثر من عقد من الزمن.

وقالت الجامعة أن الباحثين نشروا تحليلهم لأكثر من 90.000 جين في مجلة نيتشر، الأمر الذي سيساعد مربي القمح على إنتاج المحاصيل الأكثر قدرة على التعامل مع المرض والجفاف وغيرها من الضغوط التي تسبب خسائر في المحاصيل.

وقال أنطوني هول، من معهد جامعة البيولوجيا التكاملية، والمؤلف المشارك لهذه الأبحاث، أن "فهم المعلومات الجينية للقمح وجمع البيانات بطريقة تسمح لمربي المحاصيل باستخدامها سيساعد على إنتاج القمح الذي يتمتع بصفات زراعية خاصة، مثل مقاومة الأمراض وتحمل الجفاف". وأضاف أن تحديد العلامات الوراثية في الجينوم سيساعد مربي المحاصيل على تسريع عملية تربية القمح ودمج الصفات المتعددة في برنامج تربية واحد. ويساهم هذا البحث في العمل الجاري لمعالجة مشكلة نقص الغذاء في العالم".

يساهم هذا البحث في العمل الجاري لمعالجة مشكلة نقص الغذاء في العالموكان قد تم أيضاً فك رموز الجينوم في المواد الغذائية الرئيسية الأخرى مثل الأرز الذي تم عام 2002 والذرة عام 2009. وفي هذا الوقت، أعلنت جامعة كورنيل أنها تلقت أكثر من 25 مليون دولار لمساعدة العلماء الأفارقة على استخدام منهجية جديدة لاختيار الصفات المرغوبة من خلال تحليلهم لجينوم الكسافا بغية إنتاج أصناف أكثر صلابة من المحاصيل الجذرية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكسافا هي عنصر غذائي رئيسي في العديد من دول القارة.

وتُعتبر تربية الكسافا عملية طويلة تستغرق ما يقرب من عشر سنوات لمضاعفة المحصول وإنتاج أصناف جديدة منه. ويمكن للاختيار الجينومي تقصير دورات التربية، وتوفير تقييم أكثر دقة في مرحلة الشتلات، وإعطاء مربي النباتات القدرة على تقييم عدد أكبر بكثير من النباتات المستنسخة دون الحاجة إلى زراعتها في البيئة المستهدفة. وباستخدام الاختيار الجينومي، يمكن أن تصبح أصناف جديدة من الكسافا جاهزة في أقل من ست سنوات.(ايرين)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق