الجمعة، 7 ديسمبر 2012

التكلفة المرتفعة للجوع


تعكس الإحصائيات الخاصة بالجوع حقائق مخيبة للآمال



 ففي كل عام، يموت 3.5 مليون طفل دون الخامسة لأسباب ترجع إلى نقص التغذية. وحتى أولئك الذين يعيشون فلن يستطيعوا الاستفادة من كامل إمكانياتهم إذا بقي طعامهم خاليا من العناصر الغذائية اللازمة، وإذا لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي. ويؤكد خبراء التغذية أن 1000 يوم فقط من ما قبل الميلاد وحتى عمر سنتين هي التي تؤثر في مسار حياة الطفل. وتقول ميرا شيكار، أخصائية الصحة والتغذية بالبنك الدولي، في إحدى مدونات البنك: "إذا فقدنا هذه الفرصة، فإننا نفقد جيلا كاملا، لأن الضرر الذي يتعرض له الطفل في هذه الشهور الأولى لا يمكن إصلاحه".

وتقول تامار مانويليان آتينك، نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون شبكة التنمية البشرية، إن الخسائر الاقتصادية في البلدان النامية، التي يظهر بها الأثر الأكبر لسوء التغذية بين الأمهات وفي الطفولة المبكرة، تُقدر بما بين 2 و3 في المائة من إجمالي الناتج المحلى. وتضيف أن ذلك ينتج عنه "حلقة مفرغة يؤدي فيها الفقر إلى سوء التغذية التي تؤدي بدورها إلى استمرار الفقر". 

وتضيف آتينك أن الحلول لا تقتصر على إجراءات محددة للتغذية، مثل: مشتقات فيتامين أ، والتخلص من الديدان، والرضاعة الطبيعية، بل إن الأمر يتطلب ضخ استثمارات لتحسين الأمن الغذائي والزراعة، والحماية الاجتماعية، والصحة، والتعليم، ومياه الشرب والصرف الصحي. 

ويقول تامر سامح ربيع، خبير الرعاية الصحية بالبنك: "يجب أن ندرس الصلة بين أزمة الغذاء والفقر والتغذية؛ فالأكثر تأثراً هم الفقراء، وهم بدورهم الأكثر تعرضا لسوء التغذية. ومن الضروري التركيز على الأطفال لأنهم يمثلون المستقبل، وسيتولون المسؤولية عن معظم الإنتاجية في مجال التنمية". 

وكان أكثر من مليار شخص ينامون جوعى بسبب أزمة الغذاء التي نشبت عام 2008. وقد وصل عدد الجوعى في الوقت الحالي إلى 925 مليون شخص، وهو رقم يزيد عما كان عليه قبل أزمة الغذاء. وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن ثلثي هذا العدد يعيشون في سبعة بلدان فقط هي: بنغلادش والصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأثيوبيا والهند وإندونيسيا وباكستان. ويعيش ما يزيد على 40 في المائة من أولئك في الصين والهند وحدهما. ويعاني حوالي 30 في المائة من سكان أفريقيا من نقص التغذية.


هناك تعليقان (2):