السبت، 15 سبتمبر 2012

«شاي الفقاعات» يغزو المدن الأوروبية الكبرى



متوفر بعدة نكهات وتتناوله مع الحليب أو من غيره

لندن: «الشرق الأوسط»
درجت العادة في السنوات الأخيرة أن ترى الناس في الشارع وفي يدهم أكواب القهوة أو الشاي أو حتى المشروبات المبردة، وهذه الظاهرة منتشرة في جميع مدن العالم تقريبا، وفي غالبية الأحيان ما يكون هذا المشروب هو القهوة. ولكن إذا كان الكوب الذي يحمله الشخص شفافا ومليئا بكرات صغيرة وتخرج منه ماصة أوسع من المعتاد، فاعلم أن ما يحمله هو مشروب عصري يعرف باسم «شاي الفقاعات».

 وقبل طلب مشروب شاي الفقاعات، يجب أن يتخذ الزبون الكثير من القرارات. هل يريد الشاي الأسود أم الأخضر؟ بحليب أم من دون حليب؟ بنكهة المانجو أم التوت أم نوع آخر من الفاكهة؟ يعلوه معجون فاكهة أم كرات من النشا (التابيوكا) المليئة بمشروب الفاكهة.

 ومن ثم يتعذر الإلمام تقريبا بعدد الخيارات المتاحة لهذا المشروب. ولكن يبدو أن المراهقين لا يجدون صعوبة كبيرة في فهمها باعتبارهم القطاع الأكثر إقبالا على هذا النوع من المشروبات.

 تقول هاني روتسلر، الباحثة بشؤون أنماط الطعام واختصاصية الصحة النفسية في فيينا، حيث تفتح منافذ بيع شاي الفقاعات واحدا تلو الآخر: «شاي الفقاعات هو منتج شبابي ابتداء من فكرته وحتى تغليفه».

 المشروب الأساسي هو سائل حلو المذاق غني بالألوان وذو نكهة مركزة، وبالتالي فإنه يرضي أذواق الشباب. «إنه شيء للتسلية، وليس للاستمتاع».

 يقول تان هيونه من «بوبو كيو»، أحد منافذ بيع شاي الفقاعات، إن الغالبية العظمى من زبائنه تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما. فهذا المشروب يحظى بشعبية لدى هذه الفئة العمرية لأكثر من سبب.

 وأوضح تان هيونه أن تصميم الكأس جديد تماما، ويلفت الأنظار بشكل كبير. أضف إلى ذلك أن مزيج نكهات الفواكه والكرات التي تنفجر في الفم شيء جديد وغير مألوف.

 العنصر الأساسي في هذا المشروب إما الشاي الأسود أو الأخضر، يضاف إليه الحليب، ثم كرات مليئة بعصير الفاكهة تعرف باسم كرات النشا المتفجرة، وأخيرا الماصة التي تتميز بوسع قطرها بما يكفي لتناسب مرور كرة من هذه الكرات.

 وترجع نشأة شاي الفقاعات إلى تايوان. فيقول تان هيونه إنه متوافر هناك منذ ما يقرب من 25 عاما. بدأ المشروب بعد ذلك في غزو أوروبا تدريجيا.

 وبينما يميل الألمان إلى تفضيل مشروبات الفاكهة المختلفة التي تحتوي على كرات النشا المتفجرة، يفضل التايوانيون شاي الفقاعات التقليدي الممزوج بالحليب وحبيبات التابيوكا.

 وأوضح تان هيونه أن الحبيبات مصنوعة من النشا المستخرج من نبات المنيهوت.

 ربما لا تصف روتسلر شاي الفقاعات بأنه يمثل اتجاها حقيقيا حتى الآن، بل مجرد بدعة عابرة. ولكن بقليل من الحظ، يمكن أن ينجح شاي الفقاعات في إثبات نفسه باعتباره مشروبا «ممتعا» يدخل في وجبات الطعام، بحسب روتسلر.

 وأضافت: «يمكنني أن أتصور جيدا أنه سيجذب اهتمام الطهاة». وترى روتسلر أن شراب الفاكهة حلو المذاق للغاية، ولكن إذا كان من الممكن صنع الشاي من دونه، لربما تم اكتشاف نوع جديد من المشروبات.

 فتقول: «يمكنني أن أتصور أنه فاتح للشهية أو بمثابة حلوى أو مشروب بين الوجبات».

 ورغم ذلك، قد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت. فحتى الآن، ثمة سلسلة واحدة فقط من سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الكبرى استغلت نجاح شاي الفقاعات وأدرجته على قائمتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق