الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

أطباء: اللبان الجنسي لعبة مخابرات لتدمير شبابنا وإسرائيل تروّجه للفلسطينيين


"بوابة الأهرام"

ظاهرة جديدة قديمة تطفو على السطح من وقت لآخر، وهى ترويج الباعة الجائلين لـ"اللبان الجنسي"، وهي الظاهرة التى تزايدت فى الفترة الأخيرة، ويتم الترويج فى الفترة الأخيرة، لمنتجات خلطت بمكونات لمواد تحفزعلى النشاط الجنسي وأضيفت إلى اللبان والقهوة و"النسكافيه"، تذاع إعلاناتها على القنوات الفضائية وعلى الـ "فيسبوك" ويتم تداولها بين الشباب والفتيات. 
"بوابة الأهرام" ترصد هذه الظاهرة وتأثيراتها السلبية على الصحة، حيث قال د.محمود غراب، أستاذ تكنولوجيا الصيدلة بجامعة القاهرة، إنه يتم استيراد "الترامادول" الخام وخلطه بمكونات "اللبان الجنسي"، ويتم الاستيراد من الصين والهند، مشيرًا أن هذين البلدين يعدان معقلين شهيرين لتصنيع الترامادول الخام. 

وأشار غراب إلى أن "الترامادول مادة مشتقة من المورفين، وتباع العلبة منه فقط بـ4 جنيهات فقط، ويستخدم طبيًا كمسكن قوى للألام، وهو أيضا يؤدى للشعور بالنشوة والمتعة الزائفة، وهذا هو الغرض الذى يستخدم من أجله "اللبان الجنسي" المخلوط بالترامادول، مضيفًا أن "اللبان الجنسي" يأتى من الخارج ومنه أنواع فاخرة يتم دخولها على أنها "حلويات" أو ماشابه، أما الأنواع الرخيصة منه والتى تباع بالأسواق فلا أعتقد أنه يضاف إليها الترامادول لأنها ستكون باهظة السعر". 

فى نفس السياق أشار الدكتور نبيه عبد الحميد، مدير مركز سلامة الغذاء، إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية كانت قد أرسلت عينات من "اللبان الجنسي" لوزارتي الصحة والزراعة المصريتين لتحليلهما، قائلا "كنت وقتها مديرًا لمركز تكنولوجيا الطعام التابع لوزارة الصحة المصرية، حيث إنهما كانوا قد وجدا أن هناك باعة جائلين يروجون لهذه المنتجات بين الشباب الفلسطيني فى غزة، وكان شيئًا مثيرًا للقلق". 
وأضاف عبد الحميد "بتحليلنا لهذه العينات وجدنا أنها تحتوى على هرمونات أنثوية بدرجة عالية"، مشيرًا إلى أن "هذه الهرمونات تؤثر بشكل مفرط على مخزون الطاقة داخل الجسم وهي الطاقة المستخدمة فى بناء الجسم وعضلاته، وذلك للنشاط المفرط الذى يعانيه الشاب عقب تناوله هذا اللبان، مما يؤدى إلى الإصابة بعدم الاتزان، واختلال وظائف الجسم، وتؤثر على صحة القلب، وتصيب أيضًا بمرض السكر". 

وأضاف عبد الحميد، أن إضافة المواد المخدرة والمحفزة على الجنس فى منتجات غذائية يعد جريمة يعاقب عليها القانون، خصوصًا أن الغذاء يخضع لمواصفات صارمة من حيث اللون والطعم والرائحة، مشيرًا إلى أن "ما يحدث الآن من ترويج لهذه المنتجات هو حرب شعواء ضد شبابنا، من الممكن أن يكون وراءها دول أو عملاء مزدوجون هدفهم تدمير شبابنا وصرف انتباهم إلى الجنس فى سن صغيرة". 
وكانت تقارير صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، نشرتها صحيفة القدس العربية عام 2009 قد أفادت أن إسرائيل تروج للشباب والفتيات في فلسطين اللبان الجنسي المخلوط بمواد محفزة للشهوة الجنسية ومواد مخدرة أيضا، وذكرت التقارير أن مروجي هذه المنتجات اعترفوا بأنهم كانوا مجندين من قبل المخابرات الإسرائيلية. 

من جانبه أشار د.نصر السيد، مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية سابقًا، إلى أن وزارة الصحة لا تتوانى عن القيام بدورها الرقابي لهذه المنتجات، والتى تنتشر بالفعل منذ سنوات، ولكنه للأسف زاد الترويج لمثل هذا اللبان. 
وأضاف "المشكلة تكمن فى أن الوزارة لا تراقب المحلات، ولكنها تأخذ عينات من باعة جائلين، وعند تحليل العينات يكون هؤلاء "فص ملح وداب"، مشيرًا إلى أن "هذه العينات كانت فى الغالب وهمية، ولا تحتوى على شيء، وفى حالات أخرى كان يتم العثور فيها على أعشاب، وأحيانا ترامادول ولكن بكميات خفيفية". 

وأكد مساعد وزير الصحة للشئون الوقائية سابقا أنه أحيانا يتم الترويج لمثل هذه المنتجات وبيعها بالوهم للناس على أنها تحفز النشاط الجنسي وتؤدى إلى النشوة وهى فى الحقيقة مجرد ترويج، "والنصب عليهم بهدف الحصول على أموالهم"، وأنه يتم استدراج الشباب المراهق. 

يذكر أن مباحث البحيرة كانت قد ضبطت السبت الماضي، موظفًا بمجلس مدينة كوم حمادة بحوزته 800 قرص ترامادول مخدر، و50 قرصًا من اللبان الجنسي، وتم ضبط مروج يبيع "اللبان الجنسي" أمام مدارس بكفر الشيخ، وأدى ذلك إلى ذعر الأهالي وغلق 13 مدرسة إثر ذلك، وأفادت التقاريرأيضا أن وزارة الصحة قد حللت عينات من هذا اللبان وعثر فيه على الترامادول وأعشاب أخري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق