الخميس، 4 أكتوبر 2012

عزز البكتريا الصديقة في جسمك




توفر الظروف الصحية لعمل الأمعاء وتدرأ الأمراض






لندن: «الشرق الأوسط»
هناك كثير من الأمور التي تجري داخل أمعائك عدا أنها عضو لتنفيذ عمليات هضم الطعام، وامتصاصه ولفظه، فهناك تريليونات من الأجسام الحية المجهرية تعيش داخل الأمعاء. وفي الواقع، فإن الجسم البشري يحتوي على عدد من الخلايا البكتيرية يزيد 10 مرات على عدد الخلايا البشرية.

 وهذه الأحياء الصغيرة المفيدة مشغولة في عملها على الدوام! وقد بدأ العلماء أخيرا في الكشف عن الكيفية التي تقوم بها البكتريا الصديقة بحماية الصحة من جهة، وعن الدور الذي يلعبه طعام الإنسان في تغذيتها؛ من جهة أخرى.


الميكروبات الصديقة
* تشير جيل ويزنبيرغر، المؤلفة والباحثة الأميركية في التغذية، في مقال نشرته مجلة «التغذية البيئية»، إلى أن التغذية النباتية الغنية بالألياف تمنح البكتريا فرصة للكفاح؛ إذ تغذي تلك الألياف الميكروبات الصحية الجائعة. ويشمل هذا الغذاء النباتي الحبوب والبقول والفواكه والخضراوات.

كما يمكن للأدوية وشروط النظافة وتقدم العمر والوضعية الصحية للفرد ونظامه الغذائي أن تؤثر على توازن الميكروبات، سواء بالإيجاب أو السلب.

وقد لاحظ الخبراء أن الشعوب الأفريقية والآسيوية التي تتناول الغذاء النباتي الغني بالألياف بالدرجة الرئيسية، تتميز بأن الميكروبات المهيمنة لديها هي الميكروبات الصديقة، مثل «البيفيدوبكتريا» bifidobscteria وبكتريا حمض اللاكتيك المعروفة باسم «بكتريا البروبيوتيك»، التي تقوم كلها بطرد الميكروبات الضارة.

وتوفر الأطعمة المتخمرة عددا أكبر من البكتريا الصحية، لاحتوائها على عناصر تعزز الميكروبات الصحية للأمعاء. وتزيد مثل هذه الأطعمة من أعداد تلك الميكروبات الصحية.

ويتناول كثير من الشعوب الأطعمة المتخمرة مثل اللبن الزبادي حول العالم، وأنواع الكرنب المخلل المتخمر في ألمانيا أو كوريا، والذرة المتخمرة في أفريقيا، والأطعمة المصنوعة من حبوب فول الصويا المتخمرة في اليابان، كما تتناول بعض الشعوب الخبز ذا الخميرة.

مواد البروبيوتيك
* ويؤدي تناول مواد البروبيوتيك probiotics إلى تعزيز البكتريا الصديقة؛ إذ يقود تناول الخميرة مباشرة أو المكملات الغذائية لها، إلى زيادة عددها في الأمعاء.

 لكن نجاح مواد البروبيوتيك في عملها يتطلب أن تكون بكميات كبيرة لكي تستطيع مقاومة الوسط المعادي في المعدة للمرور منها نحو الأمعاء الغليظة. ثم هناك أيضا مواد البريبيوتيك prebiotics وهي العناصر الغذائية التي تتغذي عليها البكتريا الصديقة في الأمعاء الغليظة لتعزيز قوتها وزيادة انتشارها.

وتحرر البكتريا في الأمعاء المواد الكيميائية النباتية المفيدة الموجودة في الألياف والنباتات. وتتحرر المركبات الموجودة في البروكلي والكرنب والخضراوات الأخرى المحتوية على الكبريت، وهي المركبات التي تمتاز بتأثيراتها المضادة للالتهاب وبتقليلها الإصابة بالسرطان.

 وتحتوي هذه الخضراوات على مواد الغلوكوسينوالات التي ينبغي تنشيطها لكي تتحول إلى أشكال جديدة نشطة بيولوجيا تسمى «آيزوثيوسسينيت».ويحدث ذلك إما عند مضغ تلك الخضراوات وهي نيئة، أو بواسطة البكتريا الصديقة عندما تؤكل مطبوخة.
كما أن مركبات «آيزوثيوسسينيت» في حبوب فول الصويا لها مزايا مضادة للسرطان، وهي تكون عديمة النشاط عند دخولها القولون، إلا أن البكتريا الموجودة فيه تحولها إلى شكل نشط.

تغيير محتويات الأمعاء
* إن تغيير محتويات الأمعاء من البكتريا يتطلب التزاما على المدى البعيد؛ إذ يحتاج الإنسان إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر من تناول الغذاء المطلوب مثل الأطعمة الغنية بالألياف النباتية والأطعمة المتخمرة لكي تتحقق نتائج مثمرة، على أن يستمر في هذا النظام الغذائي وأن لا يفقد الجسم مزاياه عند التخلي عنه.

لكن كيف يمكنك أن تعرف إن كانت أمعاؤك تحتوي على تركيبة جيدة من الميكروبات المفيدة؟ يمكن هنا التنويه باحتمال ذلك من خلال التعرف على شكل البراز؛ إذ يمكن تصنيف الناس إلى نوعين حسب هيئة برازهم؛ ففي حالة البراز الطافي توجد حالة تخمر صحي يتم فيها توليد الكثير من غاز ثاني أكسيد الكربون يكون موجودا ضمن البراز الطافي، أما البراز الغارق فيعني وجود تخمر سيئ.

فوائد البكتريا
* إن بمقدور البكتريا الصديقة أن تفتح مغاليق العناصر الغذائية القوية، فهي بخلاف الإنسان تتميز بوجود إنزيمات هضمية مهمة تتوجه لتفكيك الألياف بهدف إنتاج الطاقة.

وفي هذه العملية تولد البكتريا المفيدة الغازات والأحماض المختلفة المفيدة للأمعاء وأجهزة الجسم الأخرى. وتقوم الأحماض بمعادلة الوضع القلوي في القولون، الأمر الذي يمنع البكتريا الضارة من النشاط فيه.

ويعتبر حمض الباتيريك butyric acid أحد النواتج الثانوية لتلك الأحماض. ويمكن لهذا الحمض درء الإصابة بسرطان القولون لأنه يغذي الخلايا التي تبطن جدار القولون. كما أن نوعا آخر من الأحماض يقوم بإبطال عمل إنزيم مهم في تكوين وصنع الكولسترول، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل مستواه في الدم وتقليل احتمالات التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق