الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

'مونة الشتاء' تقي اللبنانيين من أمراض العصر




مهنة قديمة تقوم على تجفيف وحفظ الأغذية الصحية في بلد يعاني أغلب سكانه من أمراض السمنة والسكر.
 
ميدل ايست أونلاين
بيروت - من عمر الحلبي
اصبحت "مونة الشتاء" ثقافة لها عاداتها وتقاليدها الموسمية لدى معظم البلدات في لبنان على الرغم من مظاهر الحياة المدنية وانتشار المتاجر الكبيرة والتعاونيات الغذائية.

وبدأت هذه الثقافة تترسخ لدى اللبنانيين اكثر فاكثر في ظل انتشار المواد الغذائية اما الفاسدة منتهية الصلاحية او تلك المزروعة في الخيم البلاستيكية والمدعمة بالاسمدة والادوية الزراعية بطريقة عشوائية.

ومع انتهاء شهر سبتمبر من كل عام تكون معظم ثمار الفاكهة اللبنانية قد اينعت وقطفت من البساتين المودة في السهول والارياف حيث تجمع المحاصيل الزراعية من خيرات الارض لتبدأ العائلات اللبنانية بعملية التحضير لما يسمونه في لبنان بـ"مونة الشتاء" التي تعد عادة لبنانية يتوارثها الابناء عن الاجداد لحفظها من الاندثار لما لها من فوائد متعددة تقي من الامراض وتخفف من الاعباء المعيشية.

وقالت اخصائية التغذية اللبنانية ماريسا منصور لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "مونة الشتاء" لها منافع ذات ابعاد صحية واقتصادية على المواطنين اذ افسحت المجال واسعا امام ربات المنازل بشكل عام في القرى البعيدة للحصول على مداخيل جيدة مقابل ما يبيعونه من مواد غذائية طبيعية لا يدخلها اية مواد حافظة وتحفظ بطريقة فنية في المنازل على مدار السنة.

واعتبرت منصور توجه العائلات اللبنانية على المنتجات الطبيعية العضوية يشكل افضل طريقة للابتعاد عن مخاطر شراء وتناول المواد الغذائية التي تدخلها الاسمدة والمبيدات الضارة بالصحة وخصوصا على صحة الاطفال.

واكدت منصور اهمية الثقافة الغذائية داخل المنازل وان تتمتع ربات المنازل بهذه الثقافة بهدف تحصين الاطفال بها لجهة الكميات او المقادير التي يجب ان تؤخذ من هذه المواد الممتازة كالحليب الطبيعي ومشتقاته من الالبان والاجبان والقريشة والكشك وغيرها .

واوضحت ان مخاطر السمنة كبيرة على الاطفال "لان الدراسات اثبتت ان لبنان يعتبر من اكثر البلدان العربية التي تزيد فيها السمنة ما يؤدي الى ظهور امراض خطيرة لدى الاطفال من بينها المشاكل التنفسية وارتفاع نسبة الدهون الضارة في الدم مبينة ازدياد الاصابات بمرض السكري وخصوصا من النوع الثاني لدى الاطفال والشباب".

وشددت منصور على ضرورة تناول الماكولات المعدة في المنزل والغنية بالمعادن والفيتامينات بما يحصن صحة الاطفال لافتة الى ان تناول المقادير المعتدلة من النشويات والبروتينات والكالسيوم والفواكه كبديل عن السكر الابيض يعتبر افضل طريقة للوقاية من امراض العصر كالسكري والقلب وارتفاع معدلات الكوليسترول والضغط وغيرها.

وتشكل الالبان والاجبان المصنوعة من حليب الماعز والفاكهة والخضار والحبوب والزيتون والمربيات على انواعها والدبس العنبي والمكدوس المحشو بالجوز والكشك البلدي افضل اصناف المونة التي تحضرها النسوة في القرى والبلدات الريفية بشكل جماعي بحيث ولدت الجميعات التي تعمل على استقطاب ربات المنازل وتدريبهن وتنظيم جهودهن لتلبي هذه الجمعيات حاجات مستهلكيها بما يعود بالخير والفائدة المادية على الجميع.

وتشهد المأكولات الصحية رواجا بين الناس خصوصا بعدما كثرت الامراض بسبب التلوث في الغذاء والمواد المضرة التي تدخل عليه لذا فان ربات المنازل في القرى والارياف اللواتي اعتدن تحضير مونة الشتاء لعائلاتهن وورثنها عن امهاتهن وجداتهن اصبحن اليوم يطورنها لتصبح مصدر رزق لهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق