عيد الأضحى عند كثيرين يعني فقط أكل اللحوم ولاشك أن تناولها هو أحد أهم مظاهر الاحتفال، لكن يجب أن نعلم أن الإفراط في تناول اللحوم سبب رئيسي في الإصابة بالأمراض وخاصة "السمنة"، وإذا كان الهدف هو أكل البروتين الحيواني، فيجب أن يتم ذلك بشكل صحي يساعد على تحقيق أعلى استفادة للجسم وفي الوقت نفسه لا يسبب ضررا، تحتاجين إلى قليل من المعلومات الأساسية البسيطة التي يقدمها لك خبراء التغذية لتساعدك على إدارة وجبات اللحوم التي تقدميها لأسرتك خلال فترة العيد.
يشرح دكتور وليد موسى، استشاري التغذية العلاجية، هناك ثلاثة أنواع من البروتينات
النوع الاول بروتين كامل بيولوجيًّا الذي يحتوي على كل الإنزيمات التي يحتاجها جسم الإنسان بكميات كافية وهذه موجودة في اللحوم بأنواعها الحمراء والبيضاء والألبان والبيض وأنواع الأجبان المختلفة.
النوع الثاني هو البروتين شبه الكامل بيولوجيا، والموجود في بعض الخضروات والبقوليات مثل العدس، الفول، اللوبياء، الفاصولياء،
النوع الثالث هو البروتين الناقص بيولوجيا ويوجد في الجرجير، الملوخية، السبانخ.
وقدم دكتور وليد موسى بعض النصائح الهامة التي يجب مراعتها للحفاظ على صحة أجسامنا دون الحرمان من تناول اللحم في العيد:
1. كمية اللحوم:
يحتاج الشخص البالغ حوالي 100 جرام في اليوم من اللحوم، وهو ما يساوي قطعتين صغيرتين من اللحم أو قطعة كبيرة بحجم كف اليد، وعلى سبيل الاستثناء يمكن أن يتناول الفرد 200 جرام خلال العيد بما يعادل ثلاث قطع صغيرة من اللحم في اليوم.
2. مواعيد تناول اللحوم:
من الخطأ تناول اللحوم خلال العيد في وجبة الإفطار، حيث تكون المعدة غير مؤهلة لهضم اللحوم التي تحتاج إلى وقت طويل فى الهضم، ومن ثم، فمن الأفضل تناول وجبة خفيفة في الإفطار ثم تناول البروتين في وجبة الغداء، والتي يُفضل أن تكون من الساعة الواحدة والنصف ظهرًا وحتى الثالثة عصرًا، بهدف إعطاء المعدة وقتا أطول حتى ميعاد النوم لأن البروتين الحيواني يحتاج وقتا أطول في هضمه.
3. أنواع اللحوم:
يعتبر اللحم الضأن هو الأسهل هضمًا بين اللحوم، إلا أنه الأغنى في معدلات الكوليسترول ويحتوي على دهون مخفية، ومن ثم يُفضل أن يتم تناولها مسلوقة حتى تذوب معظم الدهون الموجود خلال عملية السلق أو طهيها من خلال الشوي والأحسن سلقها ثم شويها حتى يسهل إذابة الدهون القاسية التي لا تذوب في الجسم بسهولة، ومن ثم يسهل التخلص منها من خلال عملية الإخراج، بينما يعد لحم البتلو الأفضل على الإطلاق بين اللحوم لأنه الأسهل هضمًا والأقل دهونًا بين اللحوم، ويجب الحذر من تناول كميات من الكبد التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، مع ضرورة ملاحظة الفروق بين الكبدة الطازجة الجيدة التي يميل لونها إلى الأحمر الداكن، وتلك المريضة الفاسدة التي يميل لونها إلى البني الغامق وأحيانا إلى الأصفر، ويجب التقليل من تناول الكلاوي والفشة التي ترفع معدلات اليوريك أسيد أو "حامض البول" الذي يؤدي إلى الإصابة بالنقرس، وكذلك الحلويات التي لها تأثيرات ضارة جدًا على مريض السكري وضغط الدم المرتفع.
4. تقليل أضرار اللحوم:
وينصح بعدم تناول "الفتة" مع اللحوم لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من النشويات، والتعامل معها على أنها وجبة منفردة نفصل بينها وبين وجبة اللحوم بطبق من الفواكه التي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف لتساعد على الهضم، ولا تتسبب في زيادة الوزن، ويفضل تناول طعام خفيف مثل الزبادي أو البطاطس المهروسة مع طبق سلطة خضراء بجانب اللحوم.
ولإحداث توازن غذائي يجب تناول الخضروات الورقية الغامقة، وخصوصًا البقدونس والكزبرة الخضراء، التي تحتوي على إنزيمات تساعد على هضم الدهون والبروتين بشكل أسرع، والإكثار من المطهرات المعوية مثل البصل والثوم، ويعتبر استخدام الفلفل الرومي بألوانه المختلفة في طبق السلطة عنصرا فعالا لمرضى الأنيميا ونقص الحديد الذي يساعد على امتصاص الحديد من اللحوم وتمثيلها غذائيًّا بشكل أفضل.
وتعتبر "كوارع اللحوم" الضأن والرأس أو ما يسمى بالمخ، من أخطر أجزاء الأضحية التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، ومن أفضل الطرق لتناول اللحوم هي الوجبة التي تحتوى على الخضار السوتيه أو طبق من سلطة الفاصوليا الخضراء مع قطعة اللحم المشوي.
5. الإفراط في التناول وأضراره:
يسبب الإفراط في تناول اللحوم عديدا من الأمراض؛ منها: النقرس، (ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار LED)، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم والسكري، إضافة إلى الإمساك المزمن، طفح جلدي والحساسية الجلدية، أما الذين لا يستطيعون تناول اللحوم لسبب مرضى أو لأسباب أخرى فيمكنهم تناول البيض وأنواع الجبن المختلفة ويفضل الجبن الفلاحي الذي يحتوي على البروتينات التي يحتاجها الجسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق