الثلاثاء، 1 مايو 2012

الحمى التيفودية.. أسبابها وعلاجها





تسببها بكتيريا السلمونيلا المسؤولة عن النزلات المعوية

القاهرة: د. هاني رمزي عوض 

الحمى التيفودية «Typhoid fever»، هي عدوى بكتيرية حادة يسببها ميكروب السلمونيلا «Salmonella».
وهناك خطأ شائع في اعتبار كل عدوى لميكروب السلمونيلا حمى تيفودية، والحقيقة أن الجزء الأكبر من إصابات السلمونيلا لا تسبب التيفود وتسمى فئة «nontyphoidal Salmonella»، أو اختصارا (NTS)، التي تؤدي إلى مرض أبسط، فهي مسؤولة عن معظم إصابات النزلات المعوية الناتجة عن طريق تناول الطعام.

ولكن في أنواع معينه من الميكروب وخاصة في النوع المسمى «التيفي» Typhi، يمكن أن يسبب عدوى بكتيرية خطيرة وطويلة الأمد تسمى الحمى المعوية أو الحمى التيفودية.
عدوى السلمونيلا

* وتمثل عدوى السلمونيلا من فئة (NTS) مشكلة صحية كبيرة في الكثير من البلدان حتى في بلدان العالم الأول، إذ يتم تشخيص ما يقرب من 50000 حالة منها في الولايات المتحدة سنويا. أما إصابات النوع الآخر من السلمونيلا فتسبب 400 حالة إصابة بالحمى التيفودية، التي تعتبر من الأمراض المتوطنة في الكثير من البلدان خاصة في المناطق التي تفتقر للرعاية الطبية الجيدة.
وفي كل عام تقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) عدد الإصابات بالسلمونيلا حول العالم ما يقرب من 16 إلى 33 مليون إصابة، وتصل الوفيات إلى نحو 500 ألف حالة سنويا. وتحدث معظم الإصابات للأشخاص الذين لا يتمتعون بمناعة كبيرة مثل الأطفال تحت عمر 5 سنوات وفي المرضى فوق عمر 70 عاما، وكذلك المرضى بمرض يؤثر على الجهاز المناعي للجسم مثل مرض الإيدز (HIV) وأيضا المرضى الذين يتناولون علاج للسرطانات.
والسلمونيلا بكتيريا تصيب الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء)، وتتدرج خطورتها من مجرد النزلات المعوية إذا ظلت الإصابة في الأمعاء، ويمكن حدوث مضاعفات شديدة الخطورة في حالة انتقال الإصابة خارج الأمعاء ودخولها إلى الدورة الدموية «Bacteremia». ويمكن أن تسبب إصابة أعضاء أخرى مثل الأغشية المخاطية للمخ أو النخاع العظمى أو غيرها، وأيضا تتأثر الإصابة تبعا لنوع الميكروب والحالة الصحية للمصاب، ويوجد منها عدة أنواع تتعدى الآلاف.

طرق العدوى


* وتنتقل البكتيريا عن طريق تلامس الطعام والشراب للبراز من الشخص المصاب أو الحامل للمرض، وهي تنتقل عبر الماء، لذلك تنتشر في الأماكن التي تنخفض فيها الثقافة الصحية وعدم توافر مياه الشرب السليمة. ويكفي أن نعرف أن إجراء بسيطا مثل اعتياد غسل الأيدي بعد الخروج من دورة المياه وقبل الأكل يساهم بشكل كبير في الوقاية من المرض.
وينتقل المرض أيضا عبر تناول طعام تم تلويثه عبر تلامسه لبراز حيوانات مصابة بالنسبة للأشخاص الذين يقتنون حيوانات أليفة في المنازل أو الحدائق الملحقة بها، وهذا يحدث في حالة تناول لحوم الدواجن أو البيض، وهي ليست مطهية بشكل جيد أو إذا كانت الأفراد القائمون على عمل الطعام لا يراعون النظافة الشخصية، وإذا لم تكن اليدان مغسولتين بشكل جيد بعد الدخول إلى دورة المياه، ويمكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق أكل خضراوات وفاكهة ملوثة من التربة في حاله عدم غسلها بشكل جيد.

أعراض المرض


* في الأطفال المصابون بالسلمونيلا تبدأ ظهور الأعراض في فترة من 6 إلى 72 ساعة وتحدث آلام، وتقلصات بالبطن وقيء وإسهال مائي وأحيانا يكون مدمما، وارتفاع في درجة الحرارة، ولكن نادرا ما يتعدى 39 درجة مئوية. وتختفي الأعراض خلال فترة تتراوح من 3 إلى 7 أيام.
وفي حالات الحمى التيفودية، يكون هناك فترة حضانة للميكروب نحو من 3 أيام إلى شهرين، لكن الأعراض تظهر في حدود أسبوعين، ويحدث ارتفاع في درجة الحرارة في شكل متصاعد وأعراض أخرى تشمل فقدان الشهية والشعور بالضيق والصداع وآلام في العضلات وآلام بالبطن وإسهال وأحيانا إمساك، وفي بعض الحالات يمكن حدوث مضاعفات تجعل الطفل يشعر بالهذيان، ومن المضاعفات التي يمكن أن تحدث أيضا تكرار التعرض للإصابة مره أخرى في فترة من 1 إلى 4 أسابيع.

التشخيص يتم تشخيص المرض من خلال:


* تدقيق التاريخ المرضي، وإذا كان الطفل يقتنى حيوانات أليفة يمكن أن ينتقل المرض إليه من خلالها، ويتم السؤال أيضا عما إذا كان أحد أفراد الأسرة سبق تعرضه لنزلة معوية مؤخرا.
* وبالنسبة للكشف الإكلينيكي (في حاله السلمونيلا)، يمكن أن يظهر بعض علامات الجفاف (نتيجة للإسهال)، مثل جفاف الأغشية المخاطية في الفم والعينين الغائرتين، وكذلك الجلد الجاف.
* بالنسبة للكشف الإكلينيكي (في حاله الحمى التيفودية)، تكون من أهم العلامات المميزة هي بطء نبضات القلب في تناسب عكسي مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث إنه من المعروف أن الارتفاع في درجات الحرارة يزيد بالضرورة من نبضات القلب، وأيضا يوجد تضخم في الطحال والكبد، ويمكن أيضا حدوث نوع من الطفح الجلدي في مقدمه القفص الصدري يكون لونه ورديا، ويتكون في مجموعات نحو من 5 إلى 15 مجموعة وفي الأغلب يختفي هذا الطفح في خلال 3 أو 4 أأأيام.
* يتم عمل صورة دم كاملة وبالنسبة لمرضى الحمى التيفودية في الأغلب تظهر أنيميا في التحليل.
* يتم عمل تحليل براز.
* يتم فصل ميكروب السلمونيلا من خلال عمل مزرعة دم أو بول أو براز.
* يتم عمل تحليل لمعرفة إذا كان نوع الإصابة بميكروب السلمونيلا تيفي، وهذا التحليل يسمى (تحليل فيدال Widal test)، ولكن التوصيات الحديثة توصي بعدم الاعتماد عليه فقط، حيث إن نسبة الخطأ فيه سواء بالإيجاب أو السلب كبيرة.

علاج الإصابات المعوية
* في حالات الإصابة البسيطة غير المسببة للتيفود وللطفل السليم الذي لا يعاني من أمراض مزمنة لا يتم إعطاء مضاد حيوي، حيث إن المرض يتلاشى من تلقاء نفسه، ولا يقوم المضاد الحيوي بدور فاعل في تقصير مدة الإصابة، ولكن يتم إعطاء سوائل لتفادي خطر الجفاف الناتج من الإسهال وحتى الأدوية التي تعالج الإسهال لا يكون لها دور في وقف الإسهال ويستحسن عدم استخدامها.
* يتم الحجز في المستشفى والعلاج بالمضادات الحيوية بالنسبة للأطفال تحت عمر 3 شهور، أو بالنسبة للأطفال أقل من عمر سنة ودرجة حرارتهم تزيد على 39 درجه مئوية، أو بالنسبة للأطفال المرضى بمرض الإيدز أو بأورام خبيثة، أو غيرها.
* بالنسبة للمرضى الذين تصل الإصابة بالميكروب فيهم إلى الدورة الدموية يتم إعطاء مضاد حيوي واسع المجال لمده تبلغ أسبوعين، وبالنسبة لمرضى الإيدز أو الذين يعانون من مرض يؤثر على المناعة يتم إعطاء المضادات الحيوية لمده تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع.

علاج الحمى التيفودية
* بالنسبة لميكروب السلمونيلا تيفي «Typhi»، يتم استخدام مضاد حيوي واسع المجال مثل عقار السيفاترايكسون «ceftriaxone»، وفي حالة وجود مقاومة يتم استخدام عقار الكلورمفينكول أو الإمبسيللين.
* يجب استخدام مخفضات الحرارة بحذر، إذ إنه من المعروف أن الحرارة يمكن أن تستمر مرتفعة من 5 أيام إلى أسبوع تقريبا حتى مع استخدام علاج مناسب.
* تكرار الإصابة وارد في نحو 15 في المائة من الحالات وفي حالة حدوثه يجب البدء مجددا في العلاج.
* يمكن استخدام جرعات كبيرة من الكورتيزون لفترة وجيزة في المرضى الذين يعانون من مضاعفات في الجهاز العصبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق