الجمعة، 1 مارس 2013

مكملات الفيتامينات والمعادن.. مفيدة أم ضارة؟



توصيات أميركية حول مقاديرها وأفضلية تناول الأغذية الطبيعية بدلها


كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): «الشرق الأوسط»* 

ما الذي تحتاجين لمعرفته قبل تناول أحد مكملات (حبوب أو أقراص) الفيتامينات أو المعادن؟

قلة العناصر الغذائية أن النظام الغذائي الأميركي الاعتيادي لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب من توفير العناصر الغذائية اللازمة، فقد توصلت الأبحاث إلى أن الأطباق التي نتناولها تفتقر إلى عدد من العناصر الغذائية الأساسية، من بينها الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم وفيتامينات «آيه» A و«سي» C و«دي» D.

ولهذا فليس من المستغرب أن أكثر من نصفنا يفتح علبة مكمل غذائي للحصول على العنصر الغذائي الذي يحتاجه. وكثير منا يتناولون مكملات غذائية ليس فقط لتعويض ما نفتقده، وإنما أيضا لأننا نأمل في أن نعطي أنفسنا دفعة صحية إضافية – أي توفير حاجز وقائي لمنع الإصابة بالأمراض.

يعتبر الحصول على العناصر الغذائية التي نحتاجها مباشرة من الأقراص أمرا سهلا، غير أن العناصر الغذائية لا تحقق بالضرورة هدف التمتع بصحة أفضل

. بل إن بعضها قد يكون خطيرا، ولا سيما عند أخذها بكميات أكبر من الموصى بها.

ويبين الجدول 1 المستويات الموصى بها من المقدار اليومي للعناصر المغذية المهمة.

فوائد المكملات الغذائية

* لقد سمعنا كثيرا من المعلومات المشجعة عن المكملات. فقد أثنت سلسلة من الدراسات على فيتامين «دي» بوصفه واقيا محتملا من الإصابة بقائمة طويلة من الأمراض، من بينها السرطان والسكري والاكتئاب، بل وحتى نزلات البرد الشائعة. لقد تم الثناء على أحماض «أوميغا 3» الدهنية نظرا لمقاومتها السكتات الدماغية وغيرها من الأمراض الأخرى التي تصيب الأوعية الدموية. واعتبرت مضادات الأكسدة مثل فيتاميني «سي» و«إي» والبيتا كاروتين حلولا مذهلة للوقاية من أمراض القلب والسرطان، بل وحتى من مرض الزهايمر.

هنا يجب علينا غيراد تنبيه مهم: وهو أن الكثير من تلك الدراسات المثيرة عن المكملات الغذائية كانت معتمدة على الملاحظات والمشاهدات – إذ إنها لم تختبر مكملا غذائيا بعينه مقارنة بدواء وهمي (دواء خامل) في بيئة مراقبة. لم تأت نتائج التجارب المراقبة العشوائية بنفس الأخبار السارة.

«غالبا ما تزداد الحماسة لتلك الفيتامينات والمكملات لتتجاوز الأدلة حولها. وعندما تكون الأدلة الدقيقة متاحة من تجارب مراقبة عشوائية، فإنها عادة ما تتناقض مع نتائج دراسات الملاحظة»، كما توضح الدكتورة جوان مانسون، رئيسة قسم الطب الوقائي بمستشفى بريغهام والنساء، أستاذة الطب بكلية الطب بجامعة هارفارد والباحثة الرئيسية في تجربة عشوائية ضخمة حملت اسم «تجربة فيتامين دي وأوميغا 3» VITAL Vitamin D and Omega - 3 Trial).

مضار المكملات الغذائية
* ونظرا لأن الدراسات الملاحظة ربما لا تتم فيها السيطرة بشكل كامل على العوامل الغذائية وعادات التمارين الرياضية وغيرها من المتغيرات الأخرى، فإنها لا يمكن أن تثبت ما إذا كان العلاج مسؤولا عن الفوائد الصحية أم لا.

وتضيف الدكتورة مانسون أن «الأفراد الذين يتناولون مكملات غذائية يكونون أكثر انتباها لأحوالهم الصحية ويمارسون التمارين الرياضية بصورة أكبر ويتناولون أغذية أصح وتكون لديهم مجموعة كاملة من عوامل نمط الحياة التي قد يصعب التحكم فيها بشكل كامل في النماذج الإحصائية».

لقد اتضح أن بعض المكملات الغذائية التي ثبت أن لها فوائد صحية في دراسات الملاحظة، من خلال فحص أكثر دقة، ربما لا تكون غير فعالة فحسب، وإنما أيضا خطيرة. فقد تم اكتشاف أن فيتامين «إي»، E الذي كان هناك اعتقاد في البداية أنه يحمي القلب، يزيد من خطر حدوث سكتات دماغية نزفية.

وكان يعتقد في السابق أن حمض الفوليك «Folic acid» وفيتامينات «بي» B الأخرى تقي من الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية – إلى أن جاءت دراسات لاحقة لا لتشكك في تلك الفائدة فحسب، بل لتثير أيضا مخاوف من أن تؤدي الجرعات المرتفعة من هذه العناصر الغذائية إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان.

عناصر غذائية ضرورية
* كيف نحصل على العناصر الغذائية التي نحتاجها؟ نحتاج إلى مجموعة من العناصر الغذائية كل يوم لنظل أصحاء، من بينها الكالسيوم وفيتامين «دي8» لحماية عظامنا، وحمض الفوليك لإنتاج خلايا جديدة والحفاظ عليها، وكذلك لفيتامين «أيه» للتمتع بجهاز مناعي صحي ورؤية جيدة.

غير أن مصدر هذه العناصر الغذائية يشكل أهمية: «فعادة ما يتمثل أفضل شيء في محاولة الحصول على هذه الفيتامينات والمواد المعدنية والعناصر الغذائية من الأطعمة في مقابل المكملات»، وفقا لما تقوله الدكتورة مانسون.

وتحتوي الفواكه والخضراوات والأسماك وغيرها من الأطعمة الصحية الأخرى على مغذيات ومواد أخرى قد لا توجد في قرص دواء، والتي تعمل معا من أجل إبقائنا في حالة صحية جيدة. لا يمكننا أن نحصل على التأثير المدعم نفسه الذي نحصل عليه من أحد المكملات الغذائية. ربما يؤدي تناول فيتامينات أو معادن معينة بجرعات أعلى من الموصى بها إلى تفاعلها مع امتصاص العناصر الغذائية أو حدوث آثار جانبية.

تقييم المكملات
* قبل أن تتناول أي مكملات غذائية للوقاية من الأمراض، من المهم معرفة ما إذا كانت الفوائد المحتملة لها تفوق مخاطرها أم لا؟. وللتوصل إلى ذلك الاستنتاج، نحتاج إلى النظر لنتائج الدراسات المصممة بشكل جيد. أشارت تجربة عشوائية أجريت مؤخرا على الرجال إلى أن الفيتامينات المتعددة لها فوائد محتملة في الوقاية من مرض السرطان. وبالنسبة للكثير من المكملات الشائعة الأخرى، التي من بينها فيتامين «دي» وأحماض أوميغا 3 الدهنية، يجب أن تكون نتائج التجارب المراقبة العشوائية متاحة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، حسب الدكتورة مانسون.

حتى ذلك الحين، كوني حصيفة في استخدامك المكملات.

إذا كنت تعانين من نقص في أحد العناصر الغذائية على وجه التحديد، فاسألي طبيبك عما إذا كنت بحاجة للخروج عن نطاق نظامك الغذائي للتعويض عما تفتقدينه – لكن لا تأخذي أكثر من المقدار اليومي الموصى به من تلك المادة المغذية، ما لم ينصحك المشرفون على خدمة الرعاية الصحية بذلك.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق