صحة ورشاقة معظم الفرنسيون ظل لغزا يحير العلماء الذين يدرسون النظم الغذائية ، واسس التغذية السليمة ، حيث يتناول الفرنسيون من الدهون المشبعة اكثر من المعدل الذى توصى به منظمة الصحة العالمية لصحة الانسان .. و وفقا لبيانات عام 2014 ، يتناول الفرنسيون الكثير من الاجبان التى تنطوى على الكثير من الدهون المشبعة اكثر من اى بلد اخر فى العالم .
وترتبط زيادة كمية الدهون المشبعة عادة مع زيادة معدلات الوفاة بأمراض القلب والشرايين، الا ان الارقام تشير ايضا للنقيض فلدى فرنسا انخفاض بمعدلات الوفاة بأمراض القلب والشرايين، وهي ظاهرة تعرف باسم “المفارقة الفرنسية” و هى تشير الى ان الفرنسيين لديهم القدرة على تناول مايستطيعون من الاجبان المليئة بالدهون و الاملاح دون ان يكون لهذا تاثير سلبى على صحتهم .
و بين عامة الفرنسيين هناك ” تفسير شعبى” لهذا التناقض ، بان هناك ايضا ميل فرنسى للتمتع بالنبيذ الذى يساعد على تلافى مخاطر الدهون و الاملاح ، الا ان ورقة بحثية جديدة نشرت فى “مجلة الزراعة والكيمياء الغذائية Journal of Agricultural and Food Chemistry” تقترح جانب آخر من النظام الغذائي الفرنسي الذى قد يلعب دورا في هذه مفارقة.
فريق البحث قام بتحليل بيانات لدراسة صغيرة نشرت في “المجلة الأمريكية للتغذية السريرية American Journal of Clinical Nutrition” عام 2014. و كانت نتائج الدراسة تشير الى ان الأشخاص الذين يتناولون نظاما غذائيا لمدة أسبوعين يحتوي على الدهون المشبعة من الحليب والجبن لم يكن لديهم ارتفاع فى الكوليسترول بالدم، عن أولئك الذين تناولوا نفس الكمية من الدهون المشبعة من الزبد بدلا من الجبن ( ويرتبط ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بالإصابة بأمراض القلب، لذلك يستخدم كعامل قياس لمخاطر أمراض القلب في دراسات على المدى القصير).
واضعو الورقة البحثية قاموا بتحليل بيانات عينات البول والبراز التي تم جمعها أثناء التجربة الأولية لمعرفة ما إذا كانت منتجات الهضم – وهى المركبات التي ينتجها الجسم بعد هضم و امتصاص الغذاء – مختلفة بين المجموعات التي تناولت الحليب والجبن مقابل المجموعة التي أكلت الزبد .
وقد وجدوا انه بطريقة ما ، يؤثر نوع الطعام الذي يتم تناولها على كيفية هضمه و امتصاص الجسم له و بالتالى على ناتجه بالدم وتوزيعه على الجسم .. حيث وجدوا أن البول لدى مجموعة الجبن به مستويات أقل من مركب يسمى ثلاثي ميثيلأمين ان- أكسيد trimethylamine N-oxide، وهو مركب يعد مؤشر محتمل لمرض القلب والأوعية الدموية.
كذلك كان لدى براز مجموعة الجبن معدل اكبرمن جزيء يسمى الزبدات butyrate وغيرها من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. وتقابل مستويات الزبدات العالية مستويات منخفضة من الكولسترول ، بينما كان الامر على النقيض فى تحاليل البول و البراز لمجموعة الزبد .
لذا افترض الباحثون، ان زيادة مستويات الزبدات يعمل على خفض الكولسترول فى الدم ، و لكنهم لم يؤكدوا ان الاختلاف بين المجموعتين يمكن ربطه مباشرة بنوعيه الأكل و خاصة الاجبان ، فى الوقت الذى يعتقد فيه الباحثون أن الجبن ومنتجات الألبان يحتمل ايضا انها تؤثر بشكل كبير على نشاط البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، وربما تشجي البكتريا النافعة للتسبب فى وقف تكون الكوليسترول و زياده معدلاته بالدم.
وتقول الورقة البحثية انها نتائج اولية ،وهناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة بالضبط ما هو الرابط بين تناول الطعام والجبن خاصة مع انخفاض مستويات الكوليسترول في الدم. ولكن على الرغم من انها دراسة اولية اجريت على مجموعة صغيرة تتالف من 15 شخصا الا انها تعطى سبب آخر لعشاق الجبن للحفاظ على محبتهم و نهمهم لها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق