الجمعة، 9 يناير 2015

أسطح المدن الكبرى وأنفاقها تتحول إلى مصادر رئيسية لإنتاج الغذاء

 

سلسلة مشروعات بعدد من المدن المزدحمة تنجح في زراعة الخضروات الورقية والجذرية باستخدام مصابيح إل.إي.دي، بدلا من ضوء الشمس.
 
ميدل ايست أونلاين
لندن - من شيامانثا أسوكانلم يأبه ستيفن درينغ للبرد والمطر عصر أحد أيام الجمعة وخرج للاعتناء بالجزر الذي بدأ ينبت في مزرعته غير المألوفة. فقد كانت براعم الجزر الخضراء تطل من صينية فيها حبيبات من البلورات البركانية تعلوها أضواء مصابيح إل.إي.دي.


غير أن هذه الصينية كانت تقبع في نفق على عمق 33 مترا تحت شارع مزدحم من شوارع لندن.\

ودرينغ هو أحد مؤسسي شركة زيرو كربون فود وهي واحد من سلسلة مشروعات تحاول المساعدة في توفير الغذاء بمدن العالم المزدحمة، من خلال الزراعة فيها في أماكن لا يتوقعها الناس.

ففي الهند بدأت مؤسسات اجتماعية تنشئ مزارع صغيرة على أسطح المباني السكنية المزدحمة. وفي الصين أقامت الحكومة مزارع نموذجية لتشجيع سكان المدن على البدء في الزراعة في البيوت.

وفي السنوات المقبلة من المنتظر أن تتضخم المدن في الدول الغنية والفقيرة، وتسبب تزايدا في معدلات التلوث من خلال عملية نقل الغذاء من المناطق الريفية.

وبحلول عام 2050، سيعيش ثلثا سكان العالم في المدن بالمقارنة مع ما يزيد قليلا على النصف الان حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال درينغ "تقدم في لندن يوميا 30 مليون وجبة. وعلينا أن ننقل كل هذه المواد إلى المدينة بكل ما تحتاجه من تغليف.. ولذلك إذا أمكنك أن تنقل بعض الانتاج الغذائي إلى المدينة فهذا أمر طيب."

وبدأت زيرو كربون فود الزراعة في ملاجئ الحماية من القنابل المهجورة منذ الحرب العالمية الثانية في حي كلافام نورث وهو من أحياء الشريحة العليا من الطبقة المتوسطة في يناير/كانون الثاني عام 2014.

وتزرع الشركة الخضروات الورقية والجذرية التي تدخل في عمل السلطة على نطاق تجريبي باستخدام مصابيح إل.إي.دي بدلا من ضوء الشمس.

وتعمل الشركة الآن على تجهيز موقعها بالكامل والذي سيملأ الانفاق المبنية بالصلب والخرسانة بصوان محملة أفقيا تبلغ مساحتها الاجمالية عشرة الاف متر مربع.

وقال درينغ إن الشركة ستبدأ بيع انتاجها للمطاعم والبيوت في الربع الثاني من 2015 رغم أنه لن يلبي إلا نسبة ضئيلة للغاية من الطلب في لندن.

ويقول مكتب رئيس بلدية لندن إن من المتوقع أن يزداد سكان المدينة بمقدار الخمس تقريبا بحلول عام 2030 ليصل إلى عشرة ملايين نسمة. ويعد معدل النمو المتوقع أعلى من معدل النمو في نيويورك ومثلي المتوسط العام في بريطانيا، لكنه أقل من التوقعات لكثير من المدن في العالم النامي.

وقال تشونجوي لو عالم النباتات والخبير في الزراعة في المدن بجامعة نوتنغهام "لا يمكن لأي مدينة بالطبع أن تنتج كل ما تحتاجه من مزروعات.. لكن المسألة تتعلق بالجمع بين هذه الطريقة وأشكال الزراعة الأخرى.. فلا يمكنك زراعة القمح في مدينة لكن يمكنك زراعة الكثير من الخضروات الطازجة ذات القيمة العالية."
فلفل أحمر على السطح

في الهند حيث يتوقع أن يتضاعف سكان المدن ليتجاوز عددهم 800 مليون نسمة بحلول عام 2050 تلقى فكرة إدخال الزراعة للمدن صدى لدى الناس لكنها قد تبدو مستحيلة. غير أن عدم كفاية مساحة الارض كانت عاملا محفزا في زيادة الزراعة على الأسطح باستخدام المناطق المسطحة فوق أسطح المباني السكنية.

وقد أدارت مؤسسة فريش آند لوكال الاجتماعية في مومباي مزرعة للمنتجات العضوية على سطح مبنى من المباني التي يسكنها محدودو الدخل

وأصبحت المزرعة التي تبلغ مساحتها 2000 قدم مربعة (حوالي 186 متر مربع) تنتج الرمان والفلفل الأحمر وغيرها لسكان المبنى البالغ عددهم 50 أسرة و20 متجرا.

وقالت أدرين ثداني مؤسسة المشروع إن فريش أند لوكال يستعان بها لإقامة مزرعتين أو ثلاثة مزارع جديدة في المدن كل ستة أشهر.

وتقول الأمم المتحدة إنه يمكن لكل متر مربع أن ينتج 20 كيلوغراما من الغذاء كل عام. ولا تقدم كثير من الجماعات المهتمة بالزراعة في المدن مثل هذه الأرقام لإنتاجها لأن عائد الزراعة يتباين تباينا كبيرا حسب الموقع وجودة البذور.

وتظل الزراعة في المدن محدودة النطاق لأسباب منها أن إنشاء مزرعة متوسطة المساحة يستلزم وقتا ومالا.
وقد دفع ارتفاع أسعار العقارات في لندن، درينغ إلى موقع تحت الارض سيتكلف إعداده ثلاثة ملايين جنيه استرليني (4.7 مليون دولار) باستخدام أموال جمعها من خلال أسلوب التمويل الجماعي عبر موقع كراودكيوب.

وأحيانا تتدخل الحكومات لتقديم المساعدة. فبعض الولايات الهندية تقدم الأدوات اللازمة للزراعة بأسعار مدعمة. كما قال لو الخبير بجامعة نوتنغهام إن الحكومة الصينية شاركت في تمويل مزرعة من ثلاثة أدوار في بكين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق